فبقيت سنة أردد وصية الشيخ وما يخطر لي خاطر إلا أذكرها فيزول عني ثم إني زرته في السنة الأخرى ولما أردت الخروج من عنده قلت له أي سيدي أوصني فقال لي يا أحمد ما أقبح العلة بالأطباء والجهل بالألباء والجفاء بالأحباء فخرجت من عنده وصرت أرددها سنة على نفسي وانتفعت به وبوصيته
العالم العارف عظيم السياسة لنفسه بالمخافة من الله والمراقبة له وإذا أراد أن يتكلم بكلام اعتبره قبل أن يخرجه من فيه فإن رأى فيه صلاحا أخرجه وإلا ضم فمه عليه لما جاءت به الروايات لسانك أسدك إن حرسته حرسك وإن أطلقته رفسك
العارف كلامه ينقي الصدا وصمته يصرف الردى يأمر بالمعروف لأهله وينهى عن المنكر وفعله
قال تعالى
ﵟلا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناسﵞ
من عرف الله زاد أدبه معه من تقرب إلى الله عظم خوفه من الله
صفحة ٧٨