وعلى هذا تسلسل أمر القوم وصح توحيدهم وتجردوا عن الأغيار بالكلية وأسقطوا وهم التأثير من الآثار وردوها بيد اعتقادهم الخالص إلى المؤثر وقاموا على قدم الاستقامة فكملت معرفتهم وعلت طريقتهم فعاملوا الله كما عاملوه تحصل لكم المناسبة مع القوم ويتم نظام أمركم وراءهم فتكون أقدامكم على أقدامهم القوم سمعوا وطابوا ولكنهم سمعوا أحسن القول فاتبعوه وسمعوا غير الحسن فاجتنبوه تحلقوا وفتحوا مجالس الذكر وتواجدوا وطابت نفوسهم وصعدت أرواحهم لاحت عليهم بوارق الإخلاص حالة ذكرهم وسماعهم ترى أن أحدهم كالغائب على حال الحاضر كالحاضر على حال الغائب يهتزون اهتزاز الأغصان التي تحركت بالوارد لا بنفسها يقولون لا إله إلا الله ولا تشتغل قلوبهم بسواه يقولون الله ولا يعبدون إلا إياه يقولون هو وبه لا بغيره يتباهون إذا غناهم الحادي يسمعون منه التذكار فتعلوا همتهم في الأذكار
التغني بأسماء الصالحين
لك أن تقول يا أخي الذكر عبادة فما الذي أوجب أن يذكر في حلقته كلام العاشقين وأسماء الصالحين ولكن يقال لك الصلاة أجل العبادات يتلى فيها كلام الله وفيه الوعد والوعيد ويقال في تحية الصلاة السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ما أشرك المصلي ولا خرج عن بساط عبادته ولا عن حد عبوديته وكذلك الذاكر سمع الحادي يذكر اللقاء فطاب بطلب لقاء ربه ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
صفحة ٦٤