البرهان المؤيد
محقق
عبد الغني نكه مي
الناشر
دار الكتاب النفيس
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1408هـ
مكان النشر
لبنان
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
أدخل رقم الصفحة بين ١ - ١٨٩
البرهان المؤيد
أحمد الرفاعي ت. 578 هجريمحقق
عبد الغني نكه مي
الناشر
دار الكتاب النفيس
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1408هـ
مكان النشر
لبنان
وإن كان إعراضا وإدبارا كان بمنزلة المولي المدبر وذلك الذي يؤتى كتابه من وراء ظهره وهم الذين نسوا الله فنسيهم فأنساهم أنفسهم
فمن أقبل على الله تعالى أعرض عن نفسه ومن أعرض عن نفسه فقد حصل عنده معنى الموت وهو ترك التفات النفس إلى المحسوسات والصور ونظرها إلى عالم الملكوت فسلوك صراط الله سبحانه والوفاء بعهده في الرجوع إليه والاعتراف بالربوبية والقيام بحقوقه من مفارقة الأخلاق المذمومة والتحلي بالأخلاق المحمودة فإذا اتصف بها صح له الرجوع إلى الله سبحانه ومن رجع إلى الله سبحانه أرضاه ورضي عنه
﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية﴾
ومن رجع إلى الله سبحانه في الدنيا فهو راجع إليه في العقبى رجوع رضا لا رجوع كره
كذلك الموت موتان موت طبيعي وهو نزع النفس من الجسم كرها لتشبثها به عشقا له وسكونا إليه فهي تنتزع مكرهة فلا جرم أنها لا تخرج إلا بالخطاطيف والكلاليب حتى تنقطع أوصالها وتزول علاقتها معه وهذه موتة طبيعية
صفحة ١٩٢