البرهان المؤيد

أحمد الرفاعي ت. 578 هجري
158

البرهان المؤيد

محقق

عبد الغني نكه مي

الناشر

دار الكتاب النفيس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1408هـ

مكان النشر

لبنان

كان المسيح وأفعاله وهي كلمة الله التي ألقيت إلى مريم فهو الكلمة وبالكلمة كان وعلى يديه ظهرت الكلمة بقوله للشيء كن فيكون لأنه كان يعطي الأشياء قوة روحانية لا من ناسوته بل من تأييد الروح وإلقاء الأمر إلى المكونات فهي المسمى

﴿فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله

لأن السر الأول من الله وإلى الله وبالله ولله

﴿فإذا سويته ونفخت فيه من روحي

فذاك نفخ ابتداء بلا واسطة وهو إعطاء أصل النوع الإنساني وهو الإنسان الكلي قوة قامت من وجوده وصدرت عن جنابه بما ظهرت عليه آثار ربوبيته وشواهد لاهوتيته فعلم بها كل المعلومات وأظهر بها كل المبتدعات وتلك القوة التي نفخت في آدم سارية في ذريته جارية بالديمومية إلى الأبد بها يظهر على تصاريف الحدثان وتغير الجديدان ما يظهر من الصناعات المخترعات والعلوم المصنفات الجزيئات والكليات وذلك كله أثر النفخة التي أعطت آدم قوة اطلع بها على الأرض والسماء وأشرف بها على كل الأشياء وهي مبثوثة في ذريته كلها باقية في عقبه

أخذ الأنبياء عليهم السلام منها بأوفى حظ ونصيب وظهرت على أيديهم العلوم والحكم والأعاجيب التي كانت بمجرد القوة التي هي من النفخة لا بعلل طبيعية وفعل بالخاصية وتلك فوائد الأزل وكل يظهر على يديه بقدر نصيبه من الرش والنفخة لا زائد على ذلك وهو القسم الأزلي ولكن نال كل عبد بقدر ما ترشح لقبوله بالتهيؤ

﴿ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

صفحة ١٦٨