123

البرهان في علوم القرآن

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٧٦ هـ - ١٩٥٧ م

بردهن﴾ إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا فِي الصَّافَّاتِ: ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾ فَإِنَّهُ أَرَادَ صَنَمًا
وَمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ ذِكْرِ الْبُكْمِ فَهُوَ الْخَرَسُ عَنِ الْكَلَامِ بِالْإِيمَانِ كقوله: ﴿صم بكم﴾ . إِنَّمَا أَرَادَ بُكْمٌ عَنِ النُّطْقِ وَالتَّوْحِيدِ مَعَ صِحَّةِ أَلْسِنَتِهِمْ إِلَّا حَرْفَيْنِ أَحَدُهُمَا فِي سُورَةِ بني إسرائيل: ﴿عميا وبكما وصما﴾
وَالثَّانِي فِي سُورَةِ النَّحْلِ قَوْلُهُ ﷿: ﴿أحدهما أبكم﴾ فَإِنَّهُمَا فِي هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ اللَّذَانِ لَا يَقْدِرَانِ عَلَى الْكَلَامِ وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ ﴿جِثِيًّا﴾ فمعنا جَمِيعًا إِلَّا الَّتِي فِي سُورَةِ الشَّرِيعَةِ: ﴿وَتَرَى كل أمة جاثية﴾ فَإِنَّهُ أَرَادَ تَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهَا
وَكُلُّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ حُسْبَانٌ فَهُوَ مِنَ الْعَدَدِ غَيْرَ حَرْفٍ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ ﴿حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ فَإِنَّهُ بِمَعْنَى الْعَذَابِ
وَكُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ حسرة فهو الندامة كقوله ﷿ ﴿يا حسرة على العباد﴾ إلا التي في سورة آل عمران ﴿يجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ حُزْنًا
وَكُلُّ شَيْءٍ فِي القرآن الدحض والداحض فمعناه الباطل كقوله: ﴿حجتهم داحضة﴾ إِلَّا الَّتِي فِي سُورَةِ الصَّافَّاتِ: ﴿فَكَانَ مِنَ المدحضين﴾ وَكُلُّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ رِجْزٍ فَهُوَ الْعَذَابُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي قِصَّةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ

1 / 106