اغتيال عمر
ذكرت كل ذلك عن عمر، وهو قطرة من محيط في التحدث عن خلقه العالي، وعدله الذي لا يجارى، وذكرت كيف قتل غيلة وغدرا.
قتل عمر
رأيت بعيني مخيلتي كيف لما كان الصبح يوما من الأيام، وخرج عمر للصلاة، ثم دخل المسجد بعد أن استوت صفوف المصلين، وجاء فكبر ... وكيف دخل أبو لؤلؤة في الناس وفي يده خنجر له رأسان، نصابه في وسطه، فضرب عمر ست ضربات إحداهن تحت سرته، وهي التي قتلته، وقتل معه كليب بن أبي بكير الليثي، وكان خلفه. فلما وجد عمر حر السلاح سقط، وقال: «أفي الناس عبد الرحمن بن عوف؟» قالوا: نعم، هو ذا، قال: «تقدم فصل»، فصلى عبد الرحمن بن عوف وعمر طريح، ثم احتمل فأدخل داره، ثم دعي له الطبيب، فقال: «أي الشراب أحب إليه؟» فجيء له بنقيع التمر فسقاه، فخرج على حاله من الجرح، ثم سقاه اللبن، فخرج على حاله، فأيقن أنه ميت، ولم يجد للقضاء حيلة.
وقد توفي عمر لثلاث ليال بقين من ذي الحجة، ودفن صبيحة يوم الأربعاء في حجرة عائشة مع صاحبيه محمد وأبي بكر، بعد أن استأذن عائشة في ذلك بعد أن طعن.
الباب التاسع
في مقابر البقيع
التفت المدعي إلي وهو يقول: «والآن تهيأ للخروج.»
وما كدت أسلم وأفرغ من الصلاة حتى قال لي المدعي: «هيا بنا»، فقلت: «وإلى أين؟» قال: «إلى مقابر البقيع.»
وخرجت من المسجد الشريف وأنا منشرح الصدر، مغتبط النفس، مطمئن الروح، متمنيا المكث في هذه الأرض الطاهرة، بعيدا عن ذلك العالم الموحش المليء بالأرجاس، فسلط الله عليه نار الحرب في هذه الدنيا، كما أنذر الكافرين والمشركين والمفسدين بما سيلاقون في الآخرة من عذاب النار في الجحيم. •••
صفحة غير معروفة