خامسا:
أن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
سادسا:
أن محمدا يرجع عامه هذا، فلا يدخل مكة، وفي العام المقبل تخرج قريش من مكة ويدخلها محمد.
ثم انتهت المعاهدة إلى هذا الحد، واستقر الأمر وانحسم النزاع، وخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلى صحبه وجيشه قائلا: «أيها الناس: أما ما أهمكم من العهد، فإن من ذهب إليهم فلا حاجة لنا به، ومن جاءنا منهم فسيجعل الله له فرجا. وأما البيت فإنكم إن شاء الله مطوفون به في قابل، وما فعلت ما فعلت عن أمري، وإنما عن أمر الله، وهو نصيري ولن يضيعني ...»
ثم دعا الحلاق فحلق، وعمد إلى البدن فذبح وتحلل من الاعتمار، واقتدى به الجيش، ورجعوا إلى يثرب، ولكنهم كانوا في لهفة على البيت والطواف حوله.
تمثلت أمام عيني مخيلتي كل هاتيك الحادثات، وما كان يلقاه الرسول
صلى الله عليه وسلم
صفحة غير معروفة