قلنا: ما قاله ابن الإمام -عليه السلام- في المقصد الثالث من مقاصد (الغاية)(1) على شرح قوله: إلا إجماع العترة فإنه حجة بدليل [30أ-أ] قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا...}الآية وذلك قوله: قلنا: روايات دفعتها عن الدخول معهم بقوله في رواية ((إنك على خير)) وفي رواية ((إنك إلى خير)) وفي رواية: ((أنت مكانك وأنت على خير)) وغير ذلك، ثم قال -عليه السلام: ولو سلم التساوي وجب الجمع وقولها بعدما قضى دعاءه صريح في خروجها عن قوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي)) على اختلاف الروايات وبه يحصل الجمع، ثم قال --عليه السلام-: ويؤيد ذلك أن سؤالها بقولها وأنا معهم ونحوه لم يقع إلا بعد انقضاء الدعاء في جميع الأخبار فلا تعارض؛ لأن دفعها لكونها ليست من أهل البيت وإدخالها بعد بيانهم(2) لا يضر.
قلت: قلت: وإذا صح ثبوت إدخاله لها -عليه السلام- بعد أن قضى دعاءه لأهل بيته وبعد أن بينهم بالكساء يكون ذلك فضيلة لها تختص بها عن سائر أزواجه -عليه السلام- وذلك لثبوت تشيعها وقد صحت الأخبار التي اختصت بفضل الشيعة وأنهم من زمرة أهل البيت -عليهم السلام- فتكون داخلة في زمرة أهل البيت -عليهم السلام- من هذا الوجه، وقد ذكر معنى هذا السيد العلامة يحيى بن إبراهيم الجحافي في حاشية هامش (الغاية) في النسخة التي عندي على هذا المحل.
قلت: قلت: فإذا تقرر أن المعنى [32-ب] بآية التطهير أهل الكساء وصفوة ذراريهم الطاهرين -سلام الله عليهم أجمعين- وقد عرفت مما سبق أن الذي طهرهم الله منه ليس إلا ما يستخبث من الأقوال والأفعال؛ فإذا انتفى منهم ذلك كانوا حينئذ مأمونين في أقوالهم وأفعالهم، واختصوا بالحكمة والصواب وانتفى عنهم الخطأ في الفعل والخطاب، وهذا هو المقصد والمراد.
صفحة ٩٩