361

وإذا روح الرعاء فلا

تنس دواعي فواقد الأولاد (1)

وقال فيها أيضا:

سقى الله ما والى المصيف وما انطوى

على سرمرى مستهلا مبكرا

فلم أر أياما تسر قصارها

أسر من الأيام فيها وأقصرا

بلاد خلت من كل ريب فلا ترى

بلادا توازيها غذاء ومنظرا

أصب بمشتاها ولين مصيفها

ورقة فصليها إذا الأفق أسفرا

كأن حصاها بث في عرصاتها

فرائد مرجان ودرا مسطرا

تريك إذا الوسمي جاد متونها

وعاد عليهن الولي فأمطرا

رياضا تحار العين في جنباتها

إذا صفر الأرض الربيع وحمرا

كأن بها في كل فج سلكته

نمارق زرياب ووشيا محبرا

تراعى بها عفر الظباء سواكنا

أوامن في أكنافها أن تنفرا

سكن إلى جار حماهن رأفة

فمد حمى من دونهن وحيرا

كفاهن روعات الطراد ذمامه

فما تعرف الطراد إلا تذكرا

يهادين بالحيرين من كل مذهب

حدائق جنات وماء مفجرا

كأن مرابيع السجال خلالها

نجوم تهادى منجدات وعورا

تراهن من فرط المراح شوامخا

من العجب ما يمشين إلا تبخترا

فلا برحت دار الإمام بغبطة

ولا زال شانيها بأصلد أوعرا

تخيرها دون البقاع موفق

أصاب طريق الرشد فيما تخيرا

[75 ب] وكان المتوكل قد انتقل من سرمرى إلى الجعفري وانتقل معه عامة أهل سرمرى حتى كادت أن تخلو. فقال في ذلك أبو علي البصير:

إن الحقيقة غير ما تتوهم

فاختر لنفسك أي أمر تعزم

صفحة ٣٧٣