البحور الزاخرة في علوم الآخرة

محمد بن أحمد السفاريني ت. 1188 هجري
90

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

محقق

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

الناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

هوّنت عليه الموت، حتى يفضي إليّ وليس له حسنة يتقي بها النار" (١). قال في "الصحاح": فلان آمن في سربه بالكسر أي: في نفسه. وأخرج ابن أبي الدنيا عن زيد بن أسلم قال: إذا بقي على المؤمن من درجاته شيء لم يبلغه بعمله شُدد عليه الموت؛ ليبلغَ بسكراته وشدائده درجته من الجنة. وإن الكافر إذا كان قد عمل معروفًا في الدنيا هون عليه الموت؛ ليستكمل ثواب معروفه في الدنيا ثم يصير إلى النار. وأخرج الترمذيّ وحسنه، والحاكم وصححه، وابن ماجه عن النبي ﷺ قال: "المؤمن يموت بعرق الجبين" (٢). وأخرجَ الحاكم والترمذي في نوادره عن سَلمان ﵁ مرفوعًا: "ارقبوا الميت عند الموت ثلاثًا: إن رشحتْ جبينه، وذَرفتْ عيناه -أي: سالتَ- وانتشَر منخاره -أي: انتفخ- فهي رحمة الله تعالى قد نزلت به. وإن غطّ غطيطَ البَكر -أيْ: تردَّد صوته بحيث لا يجد مساغًا. والبَكر من الإبل بمنزلة الفتي من الناس. المخنوق صفة للبكر -وخمد لونه، وأزبد شدقاه، فهو عذاب من الله قد حلّ به" (٣).

(١) أخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" ٧/ ٢٢ بأخصر منه وعزاه محققه لابن عساكر في "تاريخ دمشق" ترجمة عبد الله بن الزبير من طريق الدينوري. (٢) صحيح رواه أحمد ٥/ ٣٥٥ و٣٥٧ و٣٦٠، وابن ماجه (١٤٥٢)، والترمذي (٩٨٢)، والنسائي ٤/ ٥، والحاكم من حديث بُريدة ﵁. (٣) "نوادر الأصول" للحكيم الترمذي ١/ ٥٢٣، ورواه الرافعي في "التدوين" ١/ ٤٩٨. إسناده ضعيف.

1 / 57