وقولهم واحدًا. أهـ (١)
وهذا يعنى أن الأئمة إذا اختلفوا في مسألة، فماذا كان قصد كل واحد منهم؟ لا شك أن قصدهم إصابة الحق، فكلهم يبغي رضا الله ورسوله ﷺ.
وهذا يكون في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاختلاف، لكن هذا لا يكون في مسائل العقيدة التي لا تقبل الخلاف.
فمثل هذه المسائل الخلافية يسعنا فيها الخلاف - اليوم - أما ما اتفقت فيه كلمتهم فلا يسوغ لنا الخلاف فيها.
(٥) التعصب للأشخاص والآراء
التعصب مذموم وحرام إلا أن يكون ذلك لقول رسول الله ﷺ، إذ كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي محمد ﷺ.
فلا يجوز أن تتعصب مطلقًا وعلى طول الخط لشخص من الأشخاص أو لرأى جماعة من الجماعات إلا لرسول الله ﷺ وأصحابه فالحق معهم أما غيرهم فلا.
قال ابن مسعود ﵁: من كان متأسيًا فليتأس بمن قد مات، فإنَّ الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
فهؤلاء صحابة رسول الله ﷺ كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا قال الله تعالى: " رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْه " [التوبة ١٠٠]
هؤلاء صحابة رسول الله ﷺ فلا يجوز التعصب مطلقًا لشخص غير شخص النبي ﷺ ولا لجماعة غير صحابته رضوان الله عليهم.
إن مبدأ الهدى فتح عين البصيرة في أقوال من يُساء الظن بهم، ومن يحسن الظن
_________
(١) الموافقات (٤/ ١٦٠).
1 / 107