موجز تاريخ اليهود والرد على بعض مزاعمهم الباطلة
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
تصانيف
قَالَ لَهُ الرب: "لنسلك أعطي هَذِه الأَرْض من نهر مصر إِلَى النَّهر الْكَبِير نهر الْفُرَات"١. وَقَالَ لَهُ الرب أَيْضا: "وأقيم عهدي بيني وَبَيْنك وَبَين نسلك من بعْدك فِي أجيالهم عهدا أبديًا، لأَكُون إِلَهًا لَك ولنسلك من بعْدك، وَأعْطِي لَك ولنسلك من بعْدك أَرض غربتك كل أَرض كنعان ملكا أبديًا وأكون إلههم"٢. وَيَزْعُم الْيَهُود المعاصرون أَنهم أحفاد إِبْرَاهِيم وسلالته وَأَنَّهُمْ شعب الله الْمُخْتَار فهم الأحق إِذا بفلسطين وَمَا جاورها أَرض الْآبَاء والأجداد.
بطلَان هَذِه الدَّعْوَى:
فَأَما بِالنِّسْبَةِ لزعمهم بِالْحَقِّ التاريخي فنبين بُطْلَانه بالآتي:
١ - أَن من الثَّابِت تأريخيًا وجود الْقَبَائِل الْعَرَبيَّة من الكنعانيين والفينقيين فِي فلسطين قبل ظُهُور الْيَهُود بآلاف السنوات، وَلم يَنْقَطِع وجود الْعَرَب واستمرارهم فِي فلسطين إِلَى يَوْمنَا بِخِلَاف الْيَهُود. وَقد بَينا ذَلِك من قبل٣.
٢ - أَن على الْيَهُود المعاصرين - سلالة الخزر - أَن يطالبوا بِالْحَقِّ التاريخي لمملكة الخزر بجنوب روسيا وبعاصمتهم (إتل)، وَلَيْسَ بفلسطين أَو بَيت الْمُقَدّس، لِأَن أجدادهم لم يطأوها من قبل، وَقد أوضحنا ذَلِك أَيْضا٤.
٣ - كَانَت مُدَّة بَقَاء بني إِسْرَائِيل فِي فلسطين لَا تزيد عَن ثَلَاثَة قُرُون
_________
١ - سفر التكوين ١٥/١٨ وَقد ذكر الْوَعْد أَولا فِي تكوين ١٢/٧ ثمَّ ١٣/١٥ ثمَّ ١٧/٨، ثمَّ تَكَرَّرت الْوَعْد لإسحاق وَيَعْقُوب فِي تكوين ٢٦/١ - ٤، ٢٨/١٣، ثمَّ تكَرر مَعَ يُوشَع فِي سفر يُوشَع ١/٢ - ٤، ثمَّ تكَرر مَعَ دَاوُد فِي المزمور ٦٩/٢٥، ٢٦، وسفر صموئيل الثَّانِي ٧/٤ - ٦، ١٢ - ١٦.
٢ - تكوين ١٧/٧، ٨.
٣ - انْظُر ص٦.
٤ - انْظُر ص٥٣ وَمَا بعْدهَا.
1 / 287