استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
88

استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

الباب الحادي عشر في شرف أهل الحب وأن لهم عند الله أعلى منازل القرب في الصحيحين (١) عن أنس "أَنَّ رَجُلا سَأَلَ النَّبِى ﷺ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ (كَثِيرِ) (*) صَلاةٍ وَلا صِيامٍ وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّى أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. وفي رواية للبخاري (٢): "فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: نعم" [قال أنس] (**) ففرحنا يومئذ فرحًا شديدًا. وفي رواية لمسلم (٣): "قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قوله: "أنت مع من أحببت" قال أنس: "فأنا أَحَبّ الله ﷿ ورسوله ﷺ وأبا بكر وعمر ﵄ وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم". قال بعض العارفين: "يكفي (المحبين) (...) شرفًا هذه المعية". وقد قدمنا في أول [هذا] (**) الكتاب أن محبة الله الواجبة تستلزم امتثال طاعته واجتناب معصيته، وكذلك محبة الرسول ﷺ وأصحابه والتابعين لهم

(١) أخرجه البخاري (٦١٧١)، ومسلم (٢٦٣٩). (*) في المطبوع: "كبير". (٢) برقم (٦١٦٧). (**) من المطبوع. (٣) برقم (٢٦٣٩/ ١٦٣) وكذا البخاري (٣٦٨٨). (...) في المطبوع: "للمحبين".

3 / 377