88

استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

الباب الحادي عشر في شرف أهل الحب وأن لهم عند الله أعلى منازل القرب في الصحيحين (١) عن أنس "أَنَّ رَجُلا سَأَلَ النَّبِى ﷺ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ (كَثِيرِ) (*) صَلاةٍ وَلا صِيامٍ وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّى أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. وفي رواية للبخاري (٢): "فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: نعم" [قال أنس] (**) ففرحنا يومئذ فرحًا شديدًا. وفي رواية لمسلم (٣): "قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قوله: "أنت مع من أحببت" قال أنس: "فأنا أَحَبّ الله ﷿ ورسوله ﷺ وأبا بكر وعمر ﵄ وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم". قال بعض العارفين: "يكفي (المحبين) (...) شرفًا هذه المعية". وقد قدمنا في أول [هذا] (**) الكتاب أن محبة الله الواجبة تستلزم امتثال طاعته واجتناب معصيته، وكذلك محبة الرسول ﷺ وأصحابه والتابعين لهم

(١) أخرجه البخاري (٦١٧١)، ومسلم (٢٦٣٩). (*) في المطبوع: "كبير". (٢) برقم (٦١٦٧). (**) من المطبوع. (٣) برقم (٢٦٣٩/ ١٦٣) وكذا البخاري (٣٦٨٨). (...) في المطبوع: "للمحبين".

3 / 377