34

استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبًّا لذكرك فليلمني اللوم الخامس: متابعة الرسول ﷺ وهو طاعته واتباعه في أمره ونهيه. قال مبارك بن فضالة عن الحسن: "كان ناس عَلَى عهد النبي ﷺ يَقُولُونَ: يا رسول الله، إنا نحب ربنا حبًّا شديدًا. فأحب الله أن يجعل لحبه علمًا، فأنزل الله ﵎: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١]. وقد قرن الله بين محبة رسوله في قوله تعالى: ﴿أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [التوبة: ٢٤] وكذلك ورد في السنة في أحاديث كثيرة جدًّا سبق ذكر بعضها، والمراد أن الله تعالى لا توصل إِلَيْهِ إلا من طريق رسوله ﷺ باتباعه وطاعته. كما قال الجنيد وغيره من العارفين: "الطرق إِلَى الله مسدودة إلا من اقتفى أثر الرسول ﷺ". وكلام أئمة العارفين في هذا الباب كثير جدًا. قال إبراهيم بن الجنيد: "يقال علامة المحب عَلَى صدق الحب ست خصال: أحدها: دوام الذكر بقلبه بالسرور بمولاه. والثانية: إيثاره محبة سيده عَلَى محبة نفسه ومحبة الخلائق، يبدأ بمحبة مولاه قبل محبة نفسه ومحبة الخلائق. والثالثة: الأنس به، والاستثقال لكل قاطع يقطع عنه أو شاغل يشغله عنه. والرابعة: الشوق إِلَى لقائه والنظر إِلَى وجهه. الخامسة: الرضا عنه في كل شديدة وضر ينزل به.

3 / 323