استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم
أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبًّا لذكرك فليلمني اللوم
الخامس:
متابعة الرسول ﷺ وهو طاعته واتباعه في أمره ونهيه.
قال مبارك بن فضالة عن الحسن: "كان ناس عَلَى عهد النبي ﷺ يَقُولُونَ: يا رسول الله، إنا نحب ربنا حبًّا شديدًا. فأحب الله أن يجعل لحبه علمًا، فأنزل الله ﵎: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١]. وقد قرن الله بين محبة رسوله في قوله تعالى: ﴿أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [التوبة: ٢٤] وكذلك ورد في السنة في أحاديث كثيرة جدًّا سبق ذكر بعضها، والمراد أن الله تعالى لا توصل إِلَيْهِ إلا من طريق رسوله ﷺ باتباعه وطاعته.
كما قال الجنيد وغيره من العارفين: "الطرق إِلَى الله مسدودة إلا من اقتفى أثر الرسول ﷺ".
وكلام أئمة العارفين في هذا الباب كثير جدًا.
قال إبراهيم بن الجنيد: "يقال علامة المحب عَلَى صدق الحب ست خصال:
أحدها: دوام الذكر بقلبه بالسرور بمولاه.
والثانية: إيثاره محبة سيده عَلَى محبة نفسه ومحبة الخلائق، يبدأ بمحبة مولاه قبل محبة نفسه ومحبة الخلائق.
والثالثة: الأنس به، والاستثقال لكل قاطع يقطع عنه أو شاغل يشغله عنه.
والرابعة: الشوق إِلَى لقائه والنظر إِلَى وجهه.
الخامسة: الرضا عنه في كل شديدة وضر ينزل به.
3 / 323