استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
كان يوم القيامة تجلى لهم ربهم ﷿ فينظرون إِلَيْهِ ﵎، فقالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك".
خرجه ابن أبي الدُّنْيَا (١) والأجري (٢) مرفوعًا.
ورُوي نحوه من وجه آخر مرسلًا (٣)؛ ورُوي عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا (٤) نحوه أيضًا.
وفي الصحيحين (٥) عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال "إنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ؛ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ ﷿ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ. قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ -وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ-: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالَ يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا ... " وذكر بقية الحديث، وإذا كان مخلوق يقول في مخلوق:
وكنت أرى أن قد تناها بي الهوى ... إِلَى غاية ما فرقها لي مطلب
فلما تلاقينا وعاينت حسنها ... تيقنت أني إنما كنت ألعب
فكيف بالخالق الملك الحق العظيم الَّذِي لا يُقَدَّرُ حق قدره، ولا يحيط خلقه به علمًا، ولا يحصون ثناء عليه، وهو كما أثنى عَلَى نفسه؟!.
_________
(١) في الرقة والبكاء (١٠٥).
(٢) وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (٥١٥)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢٦٠).
قال ابن كثير (١٤/ ١٨٩): إسناده لا بأس به.
(٣) أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢٥٨) من طريق الحسن عن عمر مرفوعًا، وهو مرسل فالحسن لم يدرك عمر.
(٤) أخرجه البيهقي في "الرؤية" كما في "الحاوي" (ص ١٩٩ - ٢٠٠) موقوفًا عَلَى عبد الله بن عمرو.
(٥) أخرجه البخاري (٦٤٠٨)، ومسلم (٢٦٨٩).
3 / 318