مزاعم وأخطاء وتناقضات وشبهات بودلي في كتابه الرسول، حياة محمد دراسة نقدية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
لكان علم عائشة أفضل" (١)، وقول الزبير بن بكار عن أبي الزناد، قال:"ما رأيت أحدًا أروى لشعر من عروة، فقيل له ما أرواك، فقال: ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرًا"؛ وعن معاوية ﵁ قال: "والله ما رأيت خطيبًا قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة" (٢)، وقد روت عن النبي ﷺ (٢٢١٠ حديثًا)، وهي رابعة الأربعة الأوائل المكثرين من الصحابة في رواية الحديث عن الرسول ﷺ (٣) .
هل يعقل ألا تقع عين بودلي على مثل هذه النصوص عندما كان يجمع مادة مؤلفه عن حياة محمد ﷺ؟! ولماذا يردد ترهات الروافض ومتعصبة المستشرقين التي تنتقص من قدر عائشة ﵂، ويعرض عن الروايات الكثيرة التي ترفع من قدرها وشأنها؟ ألم تقع عيون مشايخه الذين أخذ عنهم دون الرجوع بنفسه إلى المصادر على ما أخرجه الأئمة الأعلام من آثار عن مناقب عائشة الكثيرة في العلم والتوجيه والزهد، مثل ما أخرجه ابن سعد (٤) من طريق أم ذرة التي قالت:"بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم في الناس. قال: فلما أمست قالت: يا جارية: هاتي فطوري، فقالت أم ذرة - الجارية -:
(١) الساعاتي: الفتح (٢٢/١٢٨)، وعزاه إلى الهيثمي، وذكر قول الهيثمي فيه، حيث قال: " رواه الطبراني مرسلًا ورجاله ثقات ". (٢) أورده الساعاتي في الفتح (٢٢/١٢٨)، وعزاه إلى الهيثمي، من حديث معاوية، وقال: قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. (٣) انظر في هذا: د. الطحان: تيسير مصطلح الحديث، ص ١٩٩. (٤) الطبقات (٨/٦٨)، وإسناده صحيح.
1 / 99