مزاعم وأخطاء وتناقضات وشبهات بودلي في كتابه الرسول، حياة محمد دراسة نقدية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
والواقدي لا يحتج به، فهو "متروك مع سعة علمه" كما يقول ابن حجر في التقريب (١) . ومن العيب المنهجي الواضح الاحتجاج بالروايات الضعيفة جدًا مع وجود الروايات الصحيحة.
ولو افترضنا جدلًا أن زيدًا كان كما وصف بودلي وغيره استنادًا إلى رواية الواقدي، فإن في هذا دليلًا من الأدلة الكثيرة على عظمة الرسول ﷺ الذي أحبه هو وابنه أسامة وهما بهذا الشكل. فقد عرف زيد بأنه حِبُّ رسول الله ﷺ وكذلك ابنه أسامة.
روى البخاري (٢) ومسلم (٣) وغيرهما (٤) أن الرسول ﷺ عندما أمَّر أسامة على الجيش الذي أمر بتجهيزه في مرض وفاته، طعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي ﷺ: "إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل [يعني عندما أمره على سرية مؤتة]، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده".
وآخى الرسول ﷺ بينه وبين عمه حمزة، وقدمه في الإمرة على ابن عمه جعفر في سرية مؤتة (٥) .
_________
(١) تقريب التهذيب، ص ٤٩٨.
(٢) البخاري مع الفتح (١٤/٢٣٤/ك. مناقب الصحابة/ب. مناقب زيد بن حارثة/٣٧٣٠)، وانظر أحاديث البخاري الأخرى في هذا المعنى، مثل: ٣٧٣١، ٣٧٣٢، ٣٧٣٤، ٣٧٣٥، ٣٧٣٧.
(٣) صحيحه (٤/١٨٨٤/ك. فضائل الصحابة /ب. فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد ﵄ ٢٤٢٦) .
(٤) انظر في هذا مثلًا: ابن سعد (٣/٢٣ـ٤٤)، من حديث ابن إسحاق، وفيه قول الرسول ﷺ لزيد "يا زيد أنت مولاي، ومني وإلي وأحب القوم إلي".
(٥) انظر: ابن كثير البداية (٦/٤٤٩)، والتفسير (٦/٣٧٧ـ٣٧٩، ٤١٩ـ٤٢٦) .
1 / 20