مزاعم وأخطاء وتناقضات وشبهات بودلي في كتابه الرسول، حياة محمد دراسة نقدية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
٣١- يزعم بودلي (١) أن زيد بن حارثة ضحى بنفسه لدرجة أنه أعطى زوجته زينب بنت جحش صديقه وسيده محمدًا، ولذا ذرفت عينا محمد الدمع عليه عندما مات؛ تقديرًا لهذا الجميل.
يستند بودلي في هذا الزعم إلى روايات الضعفاء والمتروكين الذين لا يحتج بهم في مسائل الحلال والحرام والعقيدة، ولاسيما رواية الواقدي المتروك في سبب زواج الرسول ﷺ من ابنة عمته زينب بنت جحش.
وخلاصة رواية الواقدي: أن النبي ﷺ جاء ذات يوم إلى منزل متبناه وربيبه زيد بن حارثة، زوج زينب بنت جحش، فلم يجده، وقامت إليه زينب فُضُلًا [أي في ثيات مهنتها بالبيت]، فرآها فأعجبته، فأعرض عنها، ورفض طلبها في الدخول إلى دارها في غياب زوجها، وولى وهو يهمهم بشيء لم تفهم منه إلا قوله: "سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب". وعندما عاد زيد إلى داره أخبرته بما حدث، فجاء إلى الرسول ﷺ، وكان مما قال: ".. بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لعل زينب أعجبتك فأفارقها"، فقال له النبي ﷺ: "أمسك عليك زوجك" وتقول الرواية: إن زيدًا لم يستطع إلى زينب سبيلًا بعد ذلك اليوم، فأخذ يتردد على الرسول ﷺ فيخبره ويبدي إليه رغبته في طلاقها، والرسول ﷺ يقول له كل مرة: "أمسك عليك زوجك، أو احبس عليك زوجتك"، وعندما لم يطق ذلك فارقها واعتزلها، وعندما انقضت عدتها
(١) الرسول، ص ٢٥٧.
1 / 74