الصلاة على رسول الله ﵌ فضلها ومعناها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها
الناشر
مكتبة دار العلوم
مكان النشر
البحيرة (مصر)
تصانيف
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
أما بعد: فإن خيرَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمد ﵌، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فهذه رسالة في (الصلاة على النبي ﵌) جُمِعَتْ من كلام أهل العلم؛ نُوَفّي بها بعض حقه ﵌ علينا؛ فإن أعظم النعم التي تفضل الله بها علينا أن جعلنا من أمة الإسلام، ومن أمة هذه الحبيب ﵌، فهو ﵌ البشير النذير، والسراج المنير، والرءوف الرحيم بأمته، العطوف بهم، الحريص عليهم.
والحديث عنه ﵌ مفتاح القلوب وبهجة النفوس، وأسعدُ الناس من يُوَفَّق في عبادته لله بالصلاة على النبي ﵌، فإنها من أجَلّ العبادات التي يتقرب بها العبد إلى مولاه ﷿، وينال بها مناه في الدنيا والآخرة.
وإن أولى الناس بشفاعة النبي ﵌ يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه ﵌، وعملًا بشريعته، وتمسكًا بسنته ﵌.
والمُكْثِرُ من الصلاة والسلام على رسول الله ﵌ يضرب البرهان الساطع والدليل القاطع على محبته لرسول الله ﵌، والرسول ﵌ يبشره بأنه مع من أحب.
فعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: جاء رجل إلى رسول الله ﵌ فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحبَّ قومًا، ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله ﵌: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ». (رواه البخاري ومسلم)
وليس لي من عمل في هذه الرسالة إلا الجمع والترتيب، والبحث عن صحة الأحاديث في كتب الشيخ الألباني ﵀. ومعظم هذه الرسالة من كتاب (جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام) للإمام ابن القيم ﵀، واللهَ نسأل أن ينفع المسلمين بهذه الورقات وأن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن.
اللهم ارزقنا حُبَّك وحُبَّ رسولِك ﵌، واللهم اجعل حُبَّك وحُبَّ رسولِك ﵌ أحبَّ إلينا من المال والأهل والولد، ووفقنا لنصرة دينه، وارزقنا مرافقته في الجنة تفضلًا منك وإحسانًا.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وأمينِه على وحْيِه - سيدنا وإمامنا ونبينا محمد بن عبد الله - وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
شحاتة محمد صقر
saqrmhm@gawab.com
1 / 3