الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
المبحث الثالث: بعض التجارب في الاستشفاء بالحبة السوداء في القديم والحديث
أ- تجارب للاستشفاء بالحبة السوداء في القديم:
ذكر عدد كبير من العلماء الذين صنفوا في الطب النبوي فوائد عديدة للحبة السوداء مقتبسة من تجارب الأطباء والحكماء في تلك العصور وما سبقها. ولا بد من وقفة قصيرة مع هذه النقولات، فقد يظن بعضهم عند قراءتها أنها من الطب النبوي؛ وذلك لأنها ذكرت في كتاب بهذا العنوان وهذا خطأ، فإن هذه التجارب القديمة للعلاج من أمراض مختلفة باستخدام الحبة السوداء هي اجتهادات لأصحابها، ولا يمكن أن تعزى إلى الطب النبوي؛ لأنها لم تصدر من المصطفىصلى الله عليه وسلم. وقد يكون إيراد العلماء لها من باب التمثيل على الفوائد الجمة لهذا العلاج وذِكْرِ ما وصل إليه علمهم في ذلك العصر من استخدامات علاجية لهذا الدواء الذي هو في أصله نبوي إذ ورد في الحديث الأمر بالتداوي به والله أعلم.
وقد جمع ابن القيم ﵀ في كتابه "الطب النبوي" أكثر هذه النقولات عن أطباء وحكماء تلك العصور ولذا فنكتفي بهذا النقل عنه مثلًا لهذه الوصفات القديمة.
"والشونيز حار يابس في الثالثة: مذهب للنفخ، مخرج لحب القرع، نافع من البرص وحمى الرِّبْع (١) والبلغمية، مفتح للسدد، ومحلل للرياح، مجفف لبلة
_________
(١) وهي الحمى التي تأخذ يومًا وتدع يومين، ثم تجيء في اليوم الرابع. القاموس (ربع) .
1 / 14