ثم يقول: «إن مما لا أتصوره وجود دستورين، وسيرهما معا في بروسية وألمانية، ولا سيما أن الشعب الألماني في الجامعة الصغرى (بغير النمسة) سيشتمل على شرذمة قليلين يعلون الرعايا البروسيين.» ثم يختم كلامه بقوله: «إننا راغبون في الوحدة الألمانية بأسرنا، ولكنني راغب عن هذه الوحدة مع ذلك الدستور، وإذا كان الشر يأتي بما هو أشد منه فضلت بقاء بروسية على ما هي عليه الآن. أجل، قد يكون تاج فرانكفورت براقا، غير أنه لا بد من صدور الذهب الذي يهب له لمعانه عن صهر تاج بروسية في بوتقة
10
قبل كل شيء، ولا أراني واثقا بنجاح الصب في قالب هذا الدستور.»
وعلى ذلك الوجه يرفض بسمارك في سنة 1849 مبدأ ألمانية الموحدة على غير صواب وعن ارتياب، فيرجع عن غيه بعد عشرين عاما، ويصبح رادوويتز وزيرا ويقنع الملك بأن يتبنى مبدأ ألمانية الصغرى، ويعرض عليه خطة مطولة، ويكتب بسمارك مقالة بلا إمضاء في جريدة كروززايتنغ فيهزأ بنأمة
11
رادوويتز «الحبلى ب (مرحى)
12
ويعود هذا الوزير - تحت عاصفة من الهتاف - إلى مقعده ساكنا كنفس من رمس، فيصافحه بيكيرات باسم ألمانية.»
وفي برلين وإرفورت حيث يتولى رادوويتز أمر مناقشة الدستور لم يرغب بسمارك في ألمانية ولا في أي شيء إيجابي، وإنما أراد مناهضة الثورة، وهو ينكر على اللندتاغ جهرا حق رفض الضرائب، وهو يرعد ضد كل مقابلة بإنكلترة وفرنسة اللتين تناول ملوكهما التيجان من أيدي الثورة الملطخة بالدماء، وضد حرية الصناعة والزواج المدني، ولا سيما ضد المدن الكبرى التي هي أوكار الديمقراطية الراخمة،
13 «فهنالك لا أبصر الشعب البروسي الحقيقي، وهذا الشعب يدعو تلك المدن إلى الصواب إذا ما ثارت مرة أخرى، وإلا جعل هذا الشعب عاليها سافلها»، ويبلغ تصرفه من الثورية ما يشبه معه في إرفورت بزعيم الراديكاليين كارل فوغت.
صفحة غير معروفة