ويبذل كل سعي ليفوز في الانتخاب، وهو لم يجئ شيئا إدا
4
يعدل ما صنع في أسابيع شهر فبراير سنة 1849 حين رأى أن يمثل دور كوريولانوس
5
متملقا العوام الذين يزدريهم كثيرا، وتزيد رغبته في إلقاء ذلك الأمر عن كاهله؛ لمنافاته أعصابه وتربيته وذوقه. «واليوم يجب علي أن أتعرف أيضا بجمع من الناخبين، ويرسل الرسل إلى كل ناحية، ويذهب خطيبان وطنيان إلى فردر، والأمر كمعسكر يأتيه السعاة والبرد في كل دقيقة، والشكر الجزيل لكتابك الذي أخذته أمس بين الضوضاء والدخان وفي وسط أربعمائة شخص، وقد قرأته على نور مصباح كان ينشر دفرا،
6 «فإذا ما نشلني صوت عذب من هذا الشغب الكريه» خرجت من ذلك النشاط المشوش لوقت قصير، وسيكون هذا أمرا مكدرا إذا ما انتخبت لما في انتخابي من حياة بلا راحة بال. والآن يلقي الناخبون أصواتهم، وأسلم الأمر إلى الله، وأنتظر النتيجة ثابت الجنان، وإن كنت حتى الساعة الأخيرة هائجا محموما.»
وينتخب، وهو لم يكد ينتخب حتى ترفع عمن تودد إليهم، ويقول في كتاب إلى أخيه: «لقد سخرت من نفسي غير مرة لما فرط من تحببي إلى جميع أولئك الناس التماسا لأصواتهم، وتختم الانتخابات فتقام مأدبة غداء لأكثر من أربعمائة شخص، وينشد نشيد: «الشكر لله»، ونشيد: «سلام عليك أيها المتوج بالنصر»، والنشيد البروسي، وفي اليوم التالي أصاب بالصداع، وأحس ألما في عضل يدي اليمنى بفعل المصافحة، وفي اليوم الثالث تكسر نوافذ فريق من أصحابي ويؤذى بعضهم، على حين كنت مطمئنا بجانب حنة.»
وتنم هذه الملاحظات التي أبديت وفق طريقة فالنشتاين
7
على استخفاف بسمارك الذي اضطر إلى مداراة العوام وصولا إلى السلطان، وبسمارك هو الذي كان يجتنب كل صدام للفلاحين كأحد الشرفاء فتراه يهزأ بهم كرجل سياسي، فلا يلتفت إليهم إلا من أجل أصواتهم ولاتخاذهم آلات لمناهضة الثورة.
صفحة غير معروفة