1
ويصاب بالسداد في الرئة، ويقنط من حياته بضعة أيام ويكتب وصيته، ويقول في شيبته: «إنني كنت أتقبل الموت مسرورا؛ لما بدا به الألم أمرا لا يطاق.» وهو لم يذكر الدين بكلمة في ذلك، وهو يصب غضبه على الدواوين، وذلك كما يبدو من حظره على الحكومة - وهو من أكابر موظفيها - أن تتدخل في الوصاية على أولاده.
وفي برلين يظل ناقها ستة أشهر، وفي برلين يعنى بالساسة أكثر مما بالأطباء، ويمسكه الوصي على العرش هنالك، وإن كان لديه ما يطلب به عودته إلى منصبه لو كان من القادرين على ذلك؛ فالوصي كان يخشى ما يمكن بسمارك أن يجره إليه من النزاع، والوصي - مع عدم احتماله بسمارك - لم ير أن يتخلى عن هذا الرجل في مكافحته القادمة للأحرار، وما كان بسمارك لينفر من ذلك الوضع المذبذب، وبسمارك حينما يكون في مركز الأمور، يستطيع أن يدفع فريقا من الأصدقاء إلى العمل على تعيينه وزيرا للخارجية أكثر مما يستطيعه عندما يكون في منفاه على ضفاف النيفا،
2
ولكبريائه العذر فيما يقول به الطبيب من الانتظار الطويل، فاسمع ما يقوله لزوجه مبتهجا: «أراني جالسا فوق شرفتي هنا كجلوس لورليه
3
على صخرته فأبصر ملاحي سبريه
4
يعبرون الترعة، ولكنني لا أغني ولا أزعج نفسي كثيرا بمشط شعري، ويخيل إلي في الفندق هنا أنني أغدو شيخا كبيرا فتمر علي الفصول وتسير أمامي أجيال السياح والخدم، على حين أمكث في الغرفة الخضراء الصغيرة فألقي الحب إلى العصافير الدورية وأخسر شعري.»
وينتظر الوصي على العرش موت أخيه، ويساير في دور الانتظار شلينتز كرئيس للوزارة، ويتكلم بسمارك عن شلينتز كنديم متوكل على أوغوستا، ويتم ولهلم المهزأة بدعوة شلينتز وبسمارك إلى مؤتمر كأنه يود إدارة سباق بين الفريقين، ويطلب من بسمارك شرح برنامجه فيصر على رأيه أيام حرب القرم في أن النمسة ضعيفة وأن بروسية قوية وأن روسية صديقة وأن بروسية هي كالدجاجة التي لا تجرؤ على مجاوزة الخط الطباشيري السحري المرسوم على الأرض.
صفحة غير معروفة