الجزء الأول
صفحة ١٥
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد القهار، الأزلي الجبار، العزيز الغفار، الكريم الستار، لا تدركه الأبصار ولا تحيط به الأفكار، الذي بعد فدنا، فقرب فنأى، وشهد السر والنجوى، سبحانه وتعالى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة المخلص الموقن المصدق المؤمن، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى، الذي له ولأهله خلق الأرض والسماء وما بينهما من جميع الأشياء، عليه وعلى آله صلاة رب العلى.
أما بعد: فان الذي حملني على عمل هذا الكتاب، اني لما رأيت الخلق الكثير والجم الغفير يتسمون بالتشيع، ولا يعرفونه ومرتبته، ولا يؤدون حقوقه وحرمته، والعاقل إذا كان معه شئ يجب أن يعرفه حق معرفته، ليكرمه إن كان كريما، وإن كان عزيزا أعزه وصانه مما يشينه ويفسده.
تعمدت (1) إلى جمع مؤلف يشتمل على منزلة التشيع ودرجات الشيعة وكرامة أولياء الأئمة البررة على الله، وما لهم عنده من المثوبة وجزيل الجزاء في الجنان والغرفات والدرجات العلى، ليصير الناظر فيه على يقين من العلم فيما معه، فيرعاه (2) حق رعايته ويعمل فيه بموجب علمه، ويحرص على أداء فرضه وندبه (3)، ويكثر الدعاء لي عند الانتفاع بما فيه.
وسميته بكتاب " بشارة المصطفى لشيعة المرتضى " صلوات الله عليهما،
صفحة ١٧
ولا أذكر فيه إلا المسند من الأخبار عن المشايخ الكبار والثقات الأخيار، وما ابتغي بذلك إلا رضا الله والزلفى، والدعاء من الناظر فيه وحسن الثناء، والقربة إلى خير الورى من أهل العبا ومن طهرهم الله من أئمة الهدى، صلوات الله عليهم عدد الرمل والحصى، ومن الله نسأل المعونة والتقوى، وهو خير المعين والمرتجى، يسمع بمنه وجوده ويجيب الدعاء.
يقول محمد بن أبي القاسم (رحمه الله) في الدارين:
1 - حدثنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته، قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي y، قال:
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم (رحمه الله)، قال: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال:
حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال:
" إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه؟
فيقوم داود النبي (عليه السلام)، فيأتي النداء من قبل الله (1) عز وجل: لسنا إياك أردنا وإن كنت لله خليفة، ثم ينادي ثانية: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل: يا معشر الخلائق! هذا علي بن أبي طالب، خليفة الله في أرضه وحجته على عباده، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم، يستضئ بنوره وليتبعه إلى درجات العلى من الجنان (2)، قال: فيقوم أناس قد تعلقوا (3) بحبله في دار الدنيا فيتبعونه إلى الجنة.
ثم يأتي النداء من قبل الله جل جلاله: ألا من إئتم بإمام في دار الدنيا فليتبعه
صفحة ١٨
إلى حيث يذهب به، فحينئذ يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (1) " (2).
2 - أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثني عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: حدثني أبو يعلى حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان بقراءتي عليه (3) بالكوفة في دكانه (4) بالسبيع (5) في شوال سنة أربع وستين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الجواليقي (6)، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا سعدان، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا حسين بن نصر، قال: حدثني أبي، عن الصباح المزني، عن أبي حمزة الثمالي، عمن حدثه، عن أبي رزين، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) انه قال:
" من أحبنا لله نفعه حبنا ولو كان في جبل الديلم، ومن أحبنا لغير الله (7) فإن الله يفعل ما يشاء، ان حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر ".
3 - أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي، عن أبيه الشيخ السعيد المفيد أبي جعفر الطوسي (رضي الله عنه)، قال: أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله)، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله)، قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر (8)، عن المعلى بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور العمي، قال: حدثني أبو علي الحسن بن محبوب قال: سمعت أبا محمد الراسبي،
صفحة ١٩
رواه عن أبي الورد، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) يقول:
" إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الأولين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون (1) على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم، فيمكثون بذلك ما شاء الله (2)، وذلك قوله: * (لا تسمع إلا همسا) * (3)، قال:
ثم ينادي مناد من تلقاء العرش: أين النبي الأمي؟ قال: فيقول الناس: قد أسمعت فسم باسمه، فينادي: أين نبي الرحمة محمد بن عبد الله؟ قال: فيقوم رسول الله، فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (4) وصنعاء، فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم، فيقوم (5) أمام الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون.
قال أبو جعفر: فبين وارد يومئذ وبين مصروف [عنه] (6)، فإذا رأى رسول الله من يصرف عنه من محبينا بكى، وقال: يا رب شيعة علي، قال: فيبعث إليه ملكا فيقول له: يا محمد ما يبكيك؟ فيقول: وكيف لا أبكي وأناس من شيعة علي بن أبي طالب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا من ورود حوضي، قال: فيقول الله عز وجل له: يا محمد [إني] (7) قد وهبتهم لك وصفحت لك عن ذنوبهم وألحقتهم بك ومن كانوا يتولونه من ذريتك وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم وأكرمتهم بذلك.
ثم قال أبو جعفر: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون: يا محمداه، إذا رأوا ذلك فلا يبقى أحد يومئذ كان يتولانا ويحبنا [ويتبرأ من عدونا ويبغضهم] (8)، إلا كان من حزبنا ومعنا وورد حوضنا " (9).
صفحة ٢٠
4 - أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة، قال: حدثنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مسجد النخاسين (1) على صاحبه السلام، قال: حدثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه، قال: حدثنا حمويه أبو عبد الله ابن علي بن حمويه، قال:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال: حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي، قال: حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن ظريف الحجري، قال: حدثني أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة قال:
" دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث يتلوذ (2) في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه (3) وكان مريضا، فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنين - وكانت له منزلة منه - فقال: كيف نجدك يا حارث؟ فقال: نال مني الدهر يا أمير المؤمنين وزادني غليلا (4) اختصام أصحابك ببابك، قال: وفيم خصومتهم؟ قال: في شأنك والثلاثة من قبلك، فمن مفرط غال ومقتصد وال (5) ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم (6)؟
قال (عليه السلام): فحسبك يا أخا همدان، ألا إن خير شيعتي النمط (7) الأوسط، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي، فقال له الحارث: لو كشفت فداك أبي وأمي الريب (8) عن
صفحة ٢١
قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.
قال: فذاك فإنه أمر ملبوس عليه (1)، ان دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق فاعرف الحق تعرف أهله، يا حار! ان الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد، وبالحق أخبرك فارعني (2) سمعك ثم خبر به من كان له حصافة (3) من أصحابك، ألا أني عبد الله وأخو رسول الله وصديقه الأكبر، صدقته وآدم بين الروح، والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا، فنحن الأولون ونحن الآخرون، ألا وإني خاصته، يا حارث وصنوه (4) ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن، واستودعت ألف مفتاح، يفتح كل مفتاح ألف باب، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد، وأيدت - أو قال:
وامددت - بليلة القدر نفلا، وان ذلك ليجري لي (والمتحفظين من ذريتي) (5) كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأنشدك (6) يا حارث لتعرفني ووليي وعدوي في مواطن شتى، لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة.
قال الحارث: ما المقاسمة يا مولاي قال: مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحا (7)، أقول: هذا وليي [فاتركيه] (8) وهذا عدوي [فخذيه] (9)، ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله بيدي فقال لي - و [قد] (10) اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين -: انه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله أو بحجزته - يعني عصمة من ذي العرش - وأخذت أنت يا علي
صفحة ٢٢
بحجزتي، وأخذت ذريتك بحجزتك، وأخذت شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله عز وجل بنبيه وماذا يصنع نبيه بوصيه، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت قالها ثلاثا فقال الحارث: وقام يجر رداءه جذلا، لا أبالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني.
قال جميل بن صالح: فأنشدني أبو هاشم السيد ابن محمد (1) في كلمة له:
قول علي لحارث عجب * كم ثم أعجوبة له حملا (2) يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني طرفه وأعرفه * بعينه (3) واسمه وما عملا وأنت عند الصراط تعرفني * فلا تخف عثرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله (4) في الحلاوة العسلا أقول للنار حين توقف * للعرض على حرها : دعي الرجلا دعيه لا تقربيه ان له * حبلا بحبل الوصي متصلا هذا لنا شيعة وشيعتنا * أعطاني الله فيهم الأملا " (5) 5 - أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي (رحمه الله) في جمادى الآخرة سنة عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد (رضي الله عنه) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله)، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا أبو كدينة (6)، عن عطا، عن سعيد بن جبير، عن
صفحة ٢٣
عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال:
" لما نزل على النبي (صلى الله عليه وآله): * (إنا أعطيناك الكوثر) *، قال له علي (عليه السلام): ما هذا الكوثر يا رسول الله؟ قال: نهر أكرمني الله به، قال: إن هذا النهر شريف فانعته لي يا رسول الله، قال: نعم يا علي، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، حصباؤه (1) الزبرجد والياقوت والمرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله تعالى.
ثم ضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده على جنب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا علي!
إن هذا النهر لي ولك و لمحبيك من بعدي " (2).
6 - قال: أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن داود الخزاعي الأنماطي قراءة عليه وأنا حاضر غير مرة، قال: أخبرنا الشريف أبو طالب محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني سنة أربع وأربعمائة، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم، عن عرمان بن معقل، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: سمعته يقول:
" لا تدعوا صلة آل محمد من أموالكم، من كان غنيا فعلى قدر غناه، ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره، فمن أراد أن يقضي الله له أهم الحوائج إليه (3) فليصل آل محمد وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله " (4).
7 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في الموضع المقدس المذكور على ساكنه السلام في شوال سنة اثنتي عشرة
صفحة ٢٤
وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد البرسي (1) المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين، في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وأربعمائة، قال: أخبرنا محمد بن علي بن محمد القرشي، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن عمر الأحمسي من أصل خط أبي سعيد بيده، قال: أخبرنا أبو عبيد بن كثير الهلالي (2) التمار، قال: أخبرنا يحيى بن مساور، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال:
قال يحيى بن مساور: أخبرنا أبو خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام)، قالوا:
قال رسول الله: " والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمار الجنة أو من شجرة الزقوم، وحين يرى ملك الموت يراني ويرى عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فان كان يحبنا قلت: يا ملك الموت! ارفق به انه كان يحبني ويحب أهل بيتي، وإن كان يبغضنا قلت: يا ملك الموت! شدد عليه انه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي " (3).
8 - أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بالموضع المذكور على ساكنه السلام في السنة المذكورة، عن أبيه، أبي جعفر الطوسي (رحمه الله)، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قدس الله روحه، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري، قال: أخبرنا عمر بن محمد الوراق، قال: أخبرنا علي بن العباس (4) البجلي، قال: أخبرنا حميد بن زياد، قال:
أخبرنا محمد بن تسنيم الوراق، قال: أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: أخبرنا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال:
سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله عز وجل: * (والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم) *، فقال: قال لي جبرئيل: ذاك علي وشيعته، هم
صفحة ٢٥
السابقون إلى الجنة المقربون [من الله بكرامته لهم] (1) " (2).
9 - أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي بالموضع المذكور في السنة المذكورة قال: أخبرنا السعيد الوالد (رضي الله عنه)، قال: أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، قال: أخبرني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري، قال: أخبرني عمي أبو الحسين علي بن سليمان بن الجهم، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن خالد الطيالسي، قال: أخبرنا العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم الثقفي قال:
سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في قول الله عز وجل: * (أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) * (3)، قال: يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه حتى لا يطلع على حسابه أحد من الناس، فيعرفه ذنوبه، حتى إذا أقر بسيئاته، قال الله عز وجل [للكتبه] (4): بدلوها حسنات وأظهروها على الناس (5)، فيقول الناس حينئذ ما كان لهذا العبد سيئة واحدة، ثم يأمر (الله) (6) به إلى الجنة، فهذا تأويل الآية (وهي) (7) في المذنبين من شيعتنا خاصة " (8).
10 - أخبرنا الرئيس الزاهد العابد العالم أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن في الري سنة عشرة وخمسمائة، عن عمه محمد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه y، قال: حدثني علي بن أحمد بن موسى (9) الدقاق، قال: حدثنا محمد بن جعفر الأسدي، قال: حدثنا موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قال يزيد بن قعنب:
صفحة ٢٦
" كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى (1) بإزاء بيت الله الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين، وكانت حاملا به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق، فقالت: رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، وأنه بنى بيتك العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي.
قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت قد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا فيه والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب، فلم ينفتح، فعلمنا ان ذلك أمر من الله عز وجل، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
فقالت: إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا، وان مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا، واني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف:
يا فاطمة! سميه عليا، فهو علي، والله العلي الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي ووقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه " (2).
11 - أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنهما قال: حدثنا السعيد الوالد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله)، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن سعيد بن عقدة، قال: أخبرنا جعفر بن عبد الله، قال: حدثنا سعدان بن سعيد، قال:
حدثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول:
صفحة ٢٧
" بنا يبدأ البلاء ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة " (1).
12 - أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة، قال: حدثنا أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مشهد النخاسين على صاحبه السلام، قال:
حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد (2) بن خالد المذاري في المحرم سنة ست وثلاثين وأربعمائة في مشهد النخاسين، قال: حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري في صفر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد، قال:
حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم مولى بني هاشم، قال: حدثنا الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار الأنصاري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مالك، قال:
حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أبي زرارة، عن ابن عباس، قال:
سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): تختم (بالعقيق) (3) في اليمين، فإنها فضيلة من الله للمقربين، قال علي (عليه السلام): ومن المقربون يا رسول الله؟ قال جبرئيل وميكائيل وما بينهما من الملائكة، قال: فبم أتختم؟ قال: تختم بالعقيق الأحمر فإنه جبل أقر لله عز وجل بالوحدانية ولي بالنبوة ولك (بالوصية ولولدك) (4) بالإمامة ولشيعتك بالجنة ولمبغضيهم بالنار " (5).
13 - أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري سنة عشرة وخمسمائة، قال: أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (رحمهم الله)،
صفحة ٢٨
قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان العدل، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، قال: حدثنا أبو الحسن العبدي، قال: حدثنا سليمان بن مهران، عن عباية بن ربعي قال:
قلت لعبد الله بن عباس: لم كنى رسول الله عليا أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول: انه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال يا ليتني كنت ترابا أي ليتني كنت من شيعة علي (عليه السلام) (1)، وذلك قول الله عز وجل: * (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) * (2) " (3).
14 - وبالإسناد عن أبي جعفر محمد بن علي (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله: " من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لامه، فإنها لم تخن أباه " (4).
15 - أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي (رحمه الله) في السنة المذكورة بالموضع المذكور، قال: حدثنا السعيد الوالد، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال:
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم، عن المسعودي، قال:
حدثنا الحارث ابن حصيرة، عن عمران بن الحصين، قال: " كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي وعلي جالس إلى جنبه إذ قرأ رسول الله: * (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا
صفحة ٢٩
ما تذكرون) * (1)، قال: فانتفض علي (عليه السلام) انتفاض العصفور، فقال له النبي: ما شأنك تجزع؟ (فقال: ومالي لا أجزع) (2)، والله يقول: [انه] (3) يجعلنا خلفاء الأرض (4)، فقال له النبي: لا تجزع فوالله لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا (كافر) (5) منافق " (6).
16 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين في شوال سنة اثنتي عشر وخمسمائة، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسن الخزاعي، قال: حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن بنان (7)، قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكري (8) من كتابه، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق ببغداد من كتابه، قال: حدثنا محمد بن دينار الضبي، قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك، قال: حدثنا هشام بن محمد، (عن أبيه) (9)، قال:
" اجتمع الطرماح وهشام المرادي ومحمد بن عبد الله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه وقال (10): يا معشر شعراء العرب قولوا (قولكم) (11) في علي بن أبي طالب ولا تقولوا إلا الحق وأنا نفي من صخر بن حرب ان أعطيت هذه البدرة إلا من قال الحق في علي، فقام الطرماح وتكلم في علي (12) (عليه السلام) ووقع فيه، فقال معاوية: اجلس فقد عرف الله نيتك ورأى (13) مكانك، ثم قام هشام المرادي، فقال: أيضا ووقع فيه، فقال معاوية: اجلس (مع صاحبك) (14) فقد عرف الله مكانكما.
صفحة ٣٠
فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري وكان خاصا به: تكلم ولا تقل إلا الحق، ثم قال: يا معاوية قد آليت ان لا تعطي هذه البدرة إلا لمن قال الحق (1) في علي، قال: نعم أنا نفي بن صخر بن حرب ان أعطيتها (منهم) (2) إلا من قال الحق في علي، فقام محمد بن عبد الله فتكلم ثم قال:
بحق محمد قولوا بحق * فان الإفك من شيم اللئام أبعد محمد بأبي وأمي * رسول الله ذي الشرف الهمام أليس علي أفضل خلق ربي * وأشرف عند تحصيل الأنام ولايته هي الايمان حقا * فذرني من أباطيل الكلام وطاعة ربنا فيها وفيها * شفاء للقلوب من السقام علي إمامنا بأبي وأمي * أبو الحسن المطهر من حرام إمام هدى أتاه الله علما * به عرف الحلال من الحرام ولو اني قتلت النفس حبا * له ما كان فيها من آثام يحل النار قوما أبغضوه * وإن صلوا وصاموا ألف عام (3) ولا والله لا تزكوا صلاة * بغير ولاية العدل الإمام أمير المؤمنين بك اعتمادي * وبالغر الميامين اعتصامي (فهذا القول لي دين وهذا * إلى لقياك يا رب كلامي) (4) برئت من الذي عادى عليا * وحاربه من أولاد الحرام تناسوا نصبه (5) في يوم " خم " * من الباري ومن خير الأنام برغم الأنف من يشنأ كلامي * علي فضله كالبحر طام (6) وأبرء من أناس أخروه * وكان هو المقدم بالمقام
صفحة ٣١
علي مدمر الابطال لما * رأوا في كفه لمع الحسام (1) على آل الرسول صلاة ربي * صلاة بالكمال وبالتمام فقال معاوية: أنت أصدقهم قولا، فخذ هذه البدرة ".
17 - أخبرنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي (رضي الله عنه) بمشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بقراءتي عليه في جمادي الآخرة سنة إحدى عشر وخمسمائة، قال: حدثنا السعيد الوالد، قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الحارثي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال:
حدثني جعفر بن محمد بن سليمان أبو الفضل، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال:
حدثنا محمد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول:
" نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من أمة نبيه (صلى الله عليه وآله) " (2).
18 - أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن بابويه (رحمه الله) بالري سنة عشرة وخمسمائة، عن عمه محمد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي (رحمه الله)، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال:
حدثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة، قال: حدثني المغيرة بن محمد، قال: حدثنا رجاء بن (أبي) (3) سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال:
" خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكوفة عند (4) منصرفه من النهروان وبلغه أن معاوية يسبه ويعيبه (5) ويقتل أصحابه، فقام خطيبا فحمد الله
صفحة ٣٢
وأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه، ثم قال:
لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا، يقول الله عز وجل: * (وأما بنعمة ربك فحدث) * (1) اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى، وفضلك الذي لا ينسى، [يا] (2) أيها الناس انه بلغني ما بلغني واني أراني قد أقترب أجلي، وكأني بكم وقد جهلتم أمري، واني تارك فيكم ما تركه رسول الله: كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة، خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى.
يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر، أنا أخو رسول الله وابن عمه وسيف نقمته، وعماد نصرته وبأسه وشدته، أنا رحى جهنم الدائرة وأضراسها الطاحنة، أنا مؤتم البنين والبنات، وقابض الأرواح، وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين، أنا مجدل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن، وصهر خير الأنام، أنا سيد الأوصياء ووصي خير الأنبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه، وأنا زوج البتول سيدة نساء العالمين، فاطمة التقية النقية، الزكية البرة (3) المهدية، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد، هل ينكر أحد ما أقول، أين مسلمو أهل الكتاب؟
أنا اسمي في الإنجيل " إليا "، وفي التوراة " بريا "، وفي الزبور " اري " (4)، وعند الهند " كابر " (5)، وعند الروم " بطريسا "، وعند الفرس " جبير " (6) وعند الترك " تبير " (7)، وعند الزنج " حيتر " (8) وعند الكهنة " بوسي "، وعند الحبشة " بتريك " (9)،
صفحة ٣٣
وعند أمي " حيدرة "، وعند ظئري " ميمون "، وعند العرب " علي "، وعند الأرمن " فريق "، وعند أبي " ظهيرا ".
ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عز وجل: (إن الله مع الصادقين) (1) أنا ذلك الصادق، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: * (وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) * (2) أنا ذلك المؤذن، وقال الله تعالى: * (وأذان من الله ورسوله) * (3) فانا ذلك الأذان، وأنا المحسن يقول الله عز وجل: * (وأن الله لمع المحسنين) * (4)، وأنا ذو القلب يقول الله عز وجل: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) * (5)، وأنا الذاكر (6) يقول الله عز وجل: * (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) * (7)، ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي، والله فالق الحب والنوى، لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة (لنا) (8) مبغض يقول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (9).
وأنا الصهر يقول الله عز وجل: * (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) * (10)، وأنا الأذن الواعية يقول الله عز وجل: * (وتعيها اذن واعية) * (11)، وأنا السلم (12) لرسول الله يقول الله عز وجل: * (ورجلا سلما لرجل) * (13)، ومن ولدي مهدي هذه الأمة.
ألا وقد جعلت محنتكم، ببغضي يعرف المنافقون وبمحبتي امتحن الله
صفحة ٣٤
المؤمنين، هذا عهد النبي الأمي إلي، انه لا يحبك يا علي إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وأنا صاحب لواء رسول الله في الدنيا والآخرة، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي، والله لا عطش محبي ولا خاف والله موالي (1)، أنا ولي المؤمنين والله وليي (2)، يحب (3) محبي أن يحبوا من أحب الله ويحب (4) مبغضي أن يبغضوا من أحب الله، ألا وانه قد بلغني أن معاوية سبني ولعنني، اللهم اشدد وطأتك عليه وأنزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم نزل (عليه السلام) عن أعواده، فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله " (5).
19 - أخبرنا الشيخ أبو البقاء البصري إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الوفا المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة بالبصرة في مشهد النخاسين، على صاحبه السلام، سنة ثلاث وستين وأربعمائة، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين الفقيه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان، قال: أخبرني علي بن حبشي بن قوني الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمان، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، قال: حدثني نصر بن مزاحم، قال: حدثني محمد بن عمران بن عبد الكريم (6)، عن أبيه، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال:
" دخل أبي المسجد فإذا هو بأناس من شيعتنا، فدنا منهم فسلم عليهم، ثم قال لهم: والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم، وانكم لعلى دين الله وما بين أحدكم وبين أن يغتبط بما هو فيه إلا أن يبلغ نفسه هاهنا - وأشار بيده إلى حنجرته - فأعينونا بورع واجتهاد، ومن يأتم منكم بإمام فليعمل بعمله.
أنتم شرط الله، وأنتم أعوان الله، وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الأولون،
صفحة ٣٥