وكذلك قال الله سبحانه في آل عمران :?والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون? ثم قال جل ذكره :?وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما? فسوى بين المنافقين العصاة له ، وبين الكفار المشركين به ، وهؤلاء فهم الذين ذكرهم الله في الآية التي ذكرتها قبل في آل عمران.
ومعنى ?حضر أحدهم الموت? أي يئس عندما به من الحياة وعقله ولسانه صحيحان
وكذلك قال سبحانه في سورة المائدة :?يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية? فهؤلاء الذين قد رأوا من آيات الله وحلول نقمته ما قد يئسوا به من السلامة والحياة فلا تقبل لهم توبة ، ولا يكون لهم إلى ما يحبون أوبة فأما عند حقيقة حضور الموت والغرغرة فلا تكن توبة ولا وصية وفي أمثالهم يقول الله سبحانه :?فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ، فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون?.
ويقول الله تعالى ذكره :?هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون? فهذا الإيمان من العبد يكون في حال أياسه من نفسه بظهور آيات الله له فلا ينفعه ولا يضره.
فأما الإيمان الذي هو الإقرار والتصديق النافع في الدنيا وهو غير نافع في الآخرة فهو إيمان المنافقين والفسقة الظالمين ، العصاة لرب العالمين ، الذين حقنوا دماءهم في هذه الدنيا ، وحملوا دماءهم في هذه على أحكام أهل الإسلام وورثوا به مواريث المسلمين.
صفحة ١٠