قال حدثنا بشر بن عبد الوهاب ، قال حدثنا وكيع بن الجراح ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزلت ?أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم?.
فأعلم الله سبحانه بنص كتابه مصرحا أن من عصاه وعصى رسوله بطل عمله.
وأعلم في مكان آخر أن من أحبط عمله بمعصيته إياه إذا تاب رد عليه ما بطل من عمله ، وجعل بدل سيئاته حسنات فقال:?إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما? وكذلك حكم سبحانه العدل الرحيم بعباده في من عصاه دهرا طويلا ثم تاب فقال: ?إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين?.
فأعلمنا أن التوبة والعمل الصالح يبطلان ما تقدمهما من المعاصي له ، كما أعلمنا أن المعاصي تبطل ما تقدمهما من الطاعات له.
قال: حدثنا وكيع بن الجراح ، قال: حدثنا الأعمش عن أبى وائل عن عبد الله قال: قلنا :يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية ؟ فقال: ( من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ، ومن أساء أخذ بالأول والآخر) وهذا فبين واضح والحمد لله رب العالمين.
وإني لأكثر من التعجب من قوم لهم عقول وتمييز فهم يسمعون الله سبحانه يقول لمن عصاه وعصى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم :?وما أولئك بالمؤمنين? فيقولون هم : بلى بل هم مؤمنون إيمانهم كإيمان جبريل وميكائل فالله المستعان !!.
صفحة ١٣