البر والصلة لابن الجوزي

ابن الجوزي ت. 597 هجري
166

البر والصلة لابن الجوزي

محقق

عادل عبد الموجود، علي معوض

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

السِّتْرِ، فَقَالَتْ لَهَا مَوْلاتُهَا: انْظُرِي عَلَى مَا تُفْطِرِينَ، فَلَمَّا أَمْسَتْ عَائِشَةُ، إِذَا ضَارِبٌ يَضْرِبُ الْبَابَ، فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: رَسُولُ آلِ فُلَانٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ كَانَ مَمْلُوكًا فَأَدْخِلِيهِ، فَإِذَا هُوَ يَحْمِلُ شَاةً مَشْوِيَّةً عَلَيْهَا خُبْزٌ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: اعْتَدِّي كَمْ هَاهُنَا خُبْزٍ خَيْرٌ مِنْ رَغِيفِكِ، فَلا وَاللَّهِ مَا كَانُوا أَهْدَوْا إِلَيَّ قَبْلَهَا شَيْئًا " ٣٣٤ - قال الْقُرَشِيُّ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ، قثنا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: " انْصَرَفْتُ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَكَانَ صَائِمًا، فَلَمَّا أَمْسَى، قُلْتُ لِغُلَامِهِ: هَاتِ فِطْرَهُ، قَالَ: مَا لَهُ فِطْرٌ، قُلْتُ: فَتَمْرٌ. قَالَ: وَلَا تَمْرٌ. فَجَعَلْتُ أَسُبُّهُ، وَأَقُولُ: شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ضَيَّعْتَهُ. قَالَ: وَمَا ذَنْبِي؟ فَتَحَ الْيَوْمَ خِزَانَتَهُ، فَمَا تَرَكَ فِيهَا بُرَّةً، وَلَا تَمْرَةً، وَلَا شَعِيرَةً إِلَّا تَصَدَّقَ بِهِ " ٣٣٥ - قال الْقُرَشِيُّ: وَثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قثنا مُزَاحِمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ [البقرة: ٢٤٥]، قَالَ: الدِّرْهَمُ يُضَاعَفُ أَلْفَيْ أَلْفَ حَسَنَةً " ٣٣٦ - أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، قَالَا: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ هِبَةُ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قثنا جَابِرٌ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَتْ: كَانَ أَبُو أُمَامَةَ رَجُلًا يُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وَيَجْمَعُ لَهَا مِنْ بَيْنِ الدَّنَانِيرِ، وَالدَّرَاهِمِ، وَالْفُلُوسِ، وَمَا يُؤْكَلُ حَتَّى الْبَصَلَةِ، وَلَا يَقِفُ بِهِ سَائِلٌ إِلَّا أَعْطَاهُ مَا يَتَهَيَّأُ لَهُ،

1 / 204