سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
محقق
محمد رحمة الله حافظ الندوي
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الأولى / ١٤٢٤ هـ
سنة النشر
٢٠٠٣ م
تصانيف
الفصل الثالث
مكانتها العلمية ﵂
تمهد:
لم تكن مكانتها العلمية وتفوقها العلمي أرفع وأسمى من عامة النساء فحسب، بل لا نحسبها قصرت عن شأو واحد من معاصريها بين الرجال والنساء على السواء في سرعة الفهم وقدرة التحصيل. والذكاء المتوقد والبديهة الواعية، باستثناء عدد من كبار الصحابة فقط، ولا يقصر علمها على وعي الكلمات والعبارات، قال أبو موسى الأشعري (ض): ما أشكل علينا أصحاب محمد ﷺ حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما (١).
وهذا الإمام محمد بن شهاب الزهري الذي ترعرع في حضن كبار الصحابة رضوان الله عليهم يقول: «كانت عائشة أعلم الناس، يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله ﷺ» (٢).
وقال عطاء بن أبي رباح والذي قد نال شرف التتلمذ على يد عديد من صحابة رسول الله ﷺ «كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة» (٣).
وقال التابعي الجليل أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: «ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله ﷺ ولا أفقه في رأي إن احتيج إليه، ولا أعلم بآية
(١) سنن الترمذي باب فضل عائشة (ض) برقم ٣٨٨٣.
(٢) ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى ٢/ ٣٧٤.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ١٥ برقم ٦٧٤٨، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨٥/ ٢ و٢/ ٢٠٠، والحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ١٢/
٤٦٣، وابن عبد البر في الاستيعاب ١٨٨٣/ ٤.
1 / 227