أحظيتان في بعض بيوت الأمراء والسادة، أم جاريتان ممتهنتان في بعض بيوت الرعاع والسوقة؟
أولدتا لبعض العرب جندا يشهرون السيوف في وجوه بني الخال والخالة من سادة الروم؛ أم آثرتا الموت على ذل الإسار أو آثرهما الموت؟
أتذكرانه كما يذكرهما ويذكرهما معه الإخوة والأخوات وبنو الأعمام والعمات، أم استبدلتا في العرب أهلا بأهل؟ وباعتا بالسيد والولد الأب والأم والإخوة والأخوات؟
في أي البلاد تعيشان؟ أو في أي الأرض سوي عليهما التراب؟
ابنتا البطريق المعظم، جاريتان قد انقطعت بينه وبينهما الأسباب؛ فيا له من الفجيعة في ابنتيه، ويا له من بذاءة بعض قومه!
قال أنسطاثيوس الصالح: هون عليك يا قسطنطين؛ فقد علم - والله - كل رومي في هذه البلاد بلاءك في جهاد العرب؛ فلا عليك من قول لم تحمل عليه إلا الغيرة. •••
وبويع أنسطاثيوس قيصرا؛ فراح يحاول ما يحاول لتدبير أمر البلاد وتنظيم قوات الدفاع، ولكن غارات العرب المتتابعة لم تدع له فرصة للتدبير ولا لتنظيم قوات الدفاع؛ فنالوا منه ولم ينل منهم، وتوالت هزائمه في البر والبحر، فاعتزل العرش إلى بعض الأديار حزينا أسوان، يلتمس في الصلاة والدعاء بعض السلوان.
ووثب إلى العرش سوقي آخر كان جابيا للخراج في بعض الأقاليم؛ فلم تكن حال البلاد في عهده خيرا منها في عهد أسلافه، واضطرب به الأمر وأحاطت به الأحداث ...
وكان العرب - وقتئذ - يتأهبون للغارة الكبرى تحت راية مسلمة ... •••
كان سليمان بن عبد الملك في بستانه، قد رمى نفسه على الرمل بلا وطاء يبترد من حر ذلك النهار، وإلى جانبه زنبيلان قد ملئا بيضا وتينا، فهو يمد يده إلى زنبيل بعد زنبيل، يأخذ من هذا ومن ذاك بيضة وتينة بعد بيضة وتينة، حتى أتى على الزنبيلين وما شبع، ثم ألزق بطنه بالرمل، وهو يقول: ما أحب إلي هذه المنامة وأبردها في هذا اليوم القائظ!
صفحة غير معروفة