قالت ولادة - أم الوليد وسليمان - بعد صمت: بلى، قد أحل الله له فراش جواريه فهن له حلائل، ليس لواحدة من زوجاته أن تمنعه أن يفيء إلى خلواتهن في أي وقت شاء من ليل أو نهار، ولكن للحرائر من زوجاته العهد والأمومة، إن الوليد وسليمان، وإن يزيد وأبا بكر والحكم وهشاما، لأولى بعهد أمير المؤمنين من عبد الله ومسلمة ومحمد وسعيد، ومن لا أذكر من أبناء جواريه وإمائه، فليطب لهن فراش عبد الملك، أما عرش أمية فلن يكون لأحد من أبنائهن!
قالت عاتكة أم يزيد: أترينه يا ولادة يغفل عن ذلك الحق؟ إنه لأسد رأيا من ذاك، وقد سألته أمس حين أوى إلى مقصورتي لبعض الراحة، حين منصرفه من حلبة السباق، عما حدثني به يزيد من إقباله على مسلمة دون إخوته، وتقبيله على ملأ من الخلق في رأسه وعينيه، واستنشاده إياه شعرا يعرض فيه بأبناء الحرائر، فضحك عبد الملك وقال: أظننت يا عاتكة أنني أفعلها؟ إني لآمل أن يكون يزيد على عرش بني أمية خلفا من أبيه وجده وجد أمه.
1
انقلبت سحنة ولادة كأنما أصابها المسخ، ونسيت مجلسها من ضرائرها، وما دعتهن إلى الحديث فيه، فقالت منكرة: أي شيء تقولين يا عاتكة؟ وهل أوى عبد الملك إلى غير مقصورتي حين منصرفه من حلبة السباق؟
قالت عائشة بنت موسى: نعم، وجلس إلي ساعة يرقص أبا بكر ويغني له:
يا ملكا من ملك من ملك
ته واستطل على الملا وامتلك
ولد ملوكا كنجوم الحلك
يستبقون للعلا في فلك!
قالت أم أيوب العثمانية محنقة: أما الحكم ابني فلم يرقصه أحد أو يغن له؛ إذ كانت أمه - بنت عثمان الخليفة المظلوم
صفحة غير معروفة