Observations Concerning the Increase of Mankind and the Peopling of Countries .
ومسحتها الغالبة عليها هذه النظرية العملية التي تتقبل التطبيق والتنفيذ في حينها أو بعد حين، اللهم إلا خاطرة واحدة أوشكت أن تسلكه في عداد الطوبيين الأفلاطونيين، وتلك هي استغناؤه عن الأحزاب السياسية بتأليف حزب واحد من الشبان العزاب يسميهم حزب الفضيلة ويدربهم على نظام خاص يشبه نظام الماسونيين واليسوعيين، ويرجو منهم لخير المجتمع ما لا يرجى من سائر الأحزاب.
والأداة التامة في الوظائف السياسية إنما هي أداته في أعمال التنفيذ والتطبيق، وهي التي تعرف الآن باسم الوظائف الديوانية ويفرق المعاصرون بينها وبين السياسة فيسمونها بالإدارة
Statesmanship
أو بولاية الحكم
Administration
ولا يعتبرونها من وظائف السياسة في الصميم فهي على الأقل شيء غير الدبلوماسية، وغير البوليطيقا، وغير عمل السفير وعمل الوزير وعمل الزعيم المطالب بقيادة الجماهير.
وحيثما كان هنالك تدبير للتنفيذ العملي، فصاحبنا في عنصره على تعبير الغربيين، أو في مجاله ومعدنه كما نقول نحن الشرقيين.
وليكن ذلك التدبير من صناعته أو غير صناعته، ومن مألوفاته قبل ذلك أو غير مألوفاته، فما دام في وسعه أن يعرف ما هو العمل المطلوب ففي وسعه أن يعرف ما هي وسائل التنفيذ، وأن يدبر هذه الوسائل أصح تدبير.
والإدارة خطة وتنفيذ، وليس أطبع من ذهنه على وضع الخطط وترتيب الأعمال، ثم على تنفيذها بالأدوات اللازمة لها بغير إسراف وبغير إهمال.
صفحة غير معروفة