شكرا لك على تحذيرك، غير أنني قاربت النهاية من عمر طويل، ولست أبالي كثيرا بما بقي منها، وإنما هي عندي كالفضلة من الثوب يقول البائع للشاري الذي يلح في المساومة عليها: خذها كما تريد أو بالثمن الذي تريده ولا خلاف بيني وبينك عليها، فما هي إلا بقية، وربما كان أنفع شيء يصنع بالشيخ الذي بلغ هذه المرحلة من العمر أن يحشر في زمرة الشهداء.
بيان عن خدمات وطنية
وكتب الرسالة التالية إلى شارل تومسون سكرتير الكنجرس على أثر إشاعة بلغته عن أناس يزعمون أن الحكومة وضعت بين يديه أموالا كثيرة قد تأخر حسابها، وكانت الحقيقة على عكس ذلك؛ إذ كان الكنجرس يرجئ حسابه ولا يعطيه ما استحقه بخدماته، ويسأل فرنكلين صديقه عن الوسيلة المثلى لإنجاز المحاسبة وتوفية تلك الحقوق:
فلادلفيا في التاسع والعشرين من نوفمبر سنة 1788
صديقي العزيز القديم
أرسل مع هذا خطابا إلى رئيس الكنجرس في الوقت الحاضر أرجو أن تراجعه وتبلغني ما تراه إذا عن لك فيه ما يدعو إلى الملاحظة أو التنقيح، وإنني أعتمد كثيرا على نصيحتك الأخوية؛ لأنك تعلم ما لست أعلمه عن الأشخاص والأحوال، وأظن أن في الوقت متسعا قبل تأليف الكنجرس الجديد للتنقيح الذي تشير به، على أن يكون تقديم الخطاب - إذا قدم - إلى الرئيس القديم.
وستجد في خطابي إلى مستر باركلي إشارة إلى «أعمال هامة لم أثبتها في حساب الكنجرس، وأرجو من إنصافه أن يكون لها اعتبار في التقدير». ولكي تكون على علم بهذه الأعمال أبعث إليك مع هذا الخطاب ببيان مجمل عن الخدمات التي قمت بها للولايات المتحدة، ومنها أعمال نافلة لا تتصل بوظيفة السفارة، كعمل القضاء في البحرية، وعمل القنصلية قبل وصول مستر باركلي، وعمل الصرف لمراجعة قوائم المصارفة وسفاتجها، وعمل السكرتيرية عدة سنوات، وسائر هذه الأعمال التي لم أتناول شيئا عنها، وكانت لها مكافآت ترسل إلى السفراء الآخرين.
وأصارحك أنني آمل - كما جرت العادة في القارة الأوروبية - أن يمنح السفير بعد اعتزاله منحة يستعين بها على إصلاح شئونه الخاصة التي لا شك أنها تصاب بالضرر أثناء غيابه وانقطاعه عن مباشرتها في وطنه، ورجائي أن يتفضل الكنجرس بمنحي قطعة من الأرض في أقاليم الغرب يستفاد بها وتبقى لذريتي شرفا وذكرى، ولا أخال إلا أن الكنجرس صانع شيئا من هذا القبيل عند النظر في خدماتي وأعمالي، كما أرى من تقديرهم السخي لخدمات مستر لي في إنجلترا قبل ذهابه إلى فرنسا، وهي خدمات وأعمال كان لي ولمستر بولان
Bollan
معاونة فيها، ولم نحصل على مثل هذه المكافأة عنها. وقد كوفئ مستر لي بعد عودته بمنصب حسن، كما كوفئ صديق مستر جاي
صفحة غير معروفة