كتاب البغال
الناشر
دار ومكتبة الهلال
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٨ هـ
مكان النشر
بيروت
عشقها، وأنه لم يأتها إلّا على شهوة الذّكر للأنثى، أو شهوة الأنثى للذّكر.
وقيل لعمرو بن عبيد «١»: أيكون أن يصرع شيطان إنسانا؟ قال:
لو لم يكن ذلك لما ضرب الله به المثل لآكل الرّبا حيث يقول: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ
. فهذا شيء واضح. قال: ثم وقفنا على رجل مصروع، فقلت له: أرأيت هذا الصّرع، تزعم أنه من شيطانه؟ قال: أمّا هذا بعينه فلا أدري أمن فساد مرّة وبلغم، أم من شيطان؛ وما أنكر أن يكون خبط شيطان وصرعه، وكيف لا يجوز ذلك مع ما سمعنا في القرآن؟.
قال: وسمعته، وسأله سائل عن رجل هام على وجهه، مثل عمرو بن عديّ صاحب جذيمة الوضاح «٢»، ومثل عمارة بن الوليد «٣»، وطالب بن أبي طالب، فقال: قد قال الله: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ.
وأنا أعلم أنّ في الناس من قد استهوته الشياطين، ولست أقضي على الجميع بمثل ذلك. وقد قالوا في الغريض المغنّي «٤»، وسعد بن عبادة وغيرهما، وهذا عندنا قول عدل.
1 / 123