بداية المحتاج في شرح المنهاج
الناشر
دار المنهاج للنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
جدة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
وَالصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَلَفْظُهُمَا مُتَعَيِّنٌ،
===
(والصلاة على رسول الله ﷺ للاتباع (١)، [و] لأنها عبادة افتقرت إلى ذكر الله تعالى .. فافتقرت إلى ذكر رسول الله ﷺ؛ كالأذان والصلاة.
(ولفظهما) أي: لفظ الحمد والصلاة (مُتعيِّن) لأنه الذي مضى عليه الناس من عصر النبي ﷺ إلى عصرنا، فلا يجزئ الشكر والثناء.
وقضية كلام الغزالي: تعين لفظ (الله) تعالى، فلا يجزئ (الحمد للرحمن)، قال الرافعي: ولم أره مسطورًا، ولا يبعد؛ ككلمة التكبير (٢)، وجزم به في "شرح المهذب" (٣).
ولا يتعين لفظ (رسول الله)، فلو قال: (على النبي)، أو (على محمد) .. كفى.
قال الغزي: ولا يكفي ﷺ، وبه صرح في "الأنوار"، فقال في الكلام على التشهد: ولا بدّ من إظهار اسمه؛ كما في الخطبة، فلو قال: (وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللهم؛ صلّ عليه) .. لم يكف. انتهى (٤)، ويؤيده تصريحهم في التشهد بأن أقلّ الصلاة على النبي ﷺ .. (اللهم؛ صلّ على محمد).
(١) قال الإمام البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٢٠٩ - ٢١٠): (باب ما يستدل به على وجوب ذكر النبي ﷺ في الخطبة) ثم ذكر حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "مَا جَلَسَ قَوْم مَجْلِسًا لَم يَذْكُرُوا فِيهِ رَبَّهُمْ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبيِّهِمْ ﷺ إِلَّا كَانَ تِرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ شاءَ .. أَخَذَهُمُ اللهُ، وَإِنْ شَاءَ .. عَفَا عَنْهُمْ". انتهى، وأخرجه الحاكم (١/ ٥٥٠)، والترمذي (٣٣٨٠)، وأحمد (٢/ ٤٥٣)، وقد يستدل للباب بما رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢٠٢٢)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٣٩٧ - ٤٠٣) في جزء من حديث طويل عن أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: "قَالَ اللهُ تَعَالَى: وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ لَا تَجُوزُ لَهُمْ خُطْبَةٌ حتَّى يَشْهَدُوا أَنَّكَ عَبْدِي وَرَسُولِي".
(٢) الشرح الكبير (٢/ ٢٨٦).
(٣) المجموع (٤/ ٤٣٨).
(٤) الأنوار (١/ ٩٦).
1 / 383