بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
تصانيف
وربما عدم ذكر حسن مرعي لاسم المنشاوي باشا صراحة، والاكتفاء فقط بالتلميح عنه راجع إلى حسه المسرحي الذي كان أسبق تطبيقا - من تنظير الألمان للمسرح التسجيلي - عندما عني في المقام الأول في مسرحيته بالقضية الاجتماعية والسياسية ، ولم يحفل كثيرا بالفرد من حيث وجوده الذاتي. وهذا مما يعد سمة من سمات المسرح التسجيلي - كما مر شرحه - وبناء على ذلك، لمح المؤلف بالاسم ولم يصرح به؛ لأن اهتمامه اتجه إلى القضية لا إلى الأفراد.
ثالثا: التغيير:
قام حسن مرعي في مسرحيته بتغيير بعض الأمور التي جاءت صريحة في الصحف، ومن ذلك قيام شيخ الأزهر مضطرا باستدعاء القوة العسكرية لحفظ الأمن في الأزهر، وفي ذلك يقول الشيخ لأعوانه: «يعز علي كثيرا طلب قوة لحفظ نظام أشرف معهد، ولكن للضرورة أحكام؛ فاذهب يا حضرة المفتش واطلب عن لساني تلفونيا من المحافظة إرسال قوة عسكرية لحفظ ما طرأ من التهييج في الأزهر.»
98
وهذا الأمر لم تذكره الصحف - فيما يتوافر بين يدي الدراسة من صحف - ولم تقل أية صحيفة بأن شيخ الأزهر هو الذي طلب القوة، بل ذكرت إن الحكمدارية عينت القائمقام أحمد عفت، والصاغ بدر الدين رأفت، وحسين كامل؛ مأمور قسم الدرب الأحمر، ونحو عشرين من فرسان البوليس، ومائتين من الجنود؛ للمحافظة على الأمن والنظام في الأزهر، مع استخدام القوة والقسوة عند الضرورة.
99
وربما اتهام شيخ الأزهر بجلب القوة العسكرية إلى الأزهر كان يدور بين الناس في ذلك الوقت، فنقله المؤلف بوصفه تسجيلا حيا لما كان يدور بين عامة الناس في هذا الأمر، خصوصا وأن القوة العسكرية - مهما كان مصدر الأوامر بتواجدها في الأزهر - لا تستطيع التواجد حول الأزهر أو فيه إلا بموافقة شيخ الأزهر نفسه؛ لأن شيخ الأزهر هو أحد أعضاء المجلس الأعلى للأزهر الذي يرأسه الخديوي نفسه.
رابعا: الإضافة والحذف:
والأمثلة على قيام حسن مرعي بحذف أو إضافة في الأحداث كثيرة. ومنها - على سبيل المثال: عدم ذكره لاسم لجنة أو جماعة أو جمعية «الاتحاد الأزهري»، رغم ذكره في المسرحية لكثير من أقوالها وأفعالها.
100
صفحة غير معروفة