وقالت الأم المنزعجة: يا للفضيحة! لقد تم الاتفاق بيني وبين الأم في نفس الوقت الذي كنت تهدم فيه ما نبني، فما عسى أن تظن بي المرأة؟ ألا يمكن أن تشك في أنني كنت أخادعها وأنا أعلم بنواياك؟ .. ماذا فعلت يا بني؟ .. ما سبب هذا كله؟ .. وماذا يعيب الشابة؟!
وضاقت نفيسة بالمتكلمين فصاحت بحدة: دعونا نسمع صاحب الشأن.
وقال حسنين مخاطبا أمه: بهية شابة لا غبار عليها، ولكن تبين لي بوضوح أنها ليست الزوجة التي أطمح إليها.
فقالت الأم: لقد خطبتها ثلاث سنوات، فكيف يليق أن تهجرها بلا سبب مقنع؟
وهز حسين رأسه مؤمنا على قول أمه ثم قال: هذا حق! إن فسخ خطبة أمر فظيع، ولا يجوز أن يقع بلا سبب مقنع!
وتساءلت نفيسة باهتمام: كيف تبين لك أنها ليست الزوجة التي تطمح إليها؟ دعوه يتكلم!
فقال حسنين بضيق: لا ريب أن بهية لا تصلح زوجة لي، حقا لقد خطبتها بنفسي، ولكني لم أكن أدري هذه الحقيقة وقتذاك ...
فقالت الأم بقلق: بهية فتاة جميلة ومؤدبة، ولأبيها فضل علينا لا ينسى.
وقال حسين بلهجة تنم عن استياء: إني أعجب لحكمك هذا؛ ما هي الزوجة الصالحة في نظرك؟
فصمت حسنين قليلا ثم قال: أريد زوجة من وسط أرقى، مثقفة، وعلى شيء من الثراء.
صفحة غير معروفة