تكرر اقتراضه للصحيفة في اليوم الثاني والذي بعده، إلى أن تشجع ذات يوم وعرض عليها أن يلتقيا خارج العمل. لم يبد عليها أي انفعال، وإنما اكتسحت القاعة ببصرها في حذر لترى إذا كانت هناك عيون ترقبهما، ثم سألت: لماذا؟
قال: لنتبادل الحديث.
قالت: لا أظن أن الحديث معي مهم.
لم يفل الرد البارد عزيمته.
قال: لا أجد من أتحدث معه؛ فلا أحد يعرف الإنجليزية.
قالت: عندك رفاقك العرب.
قال: لكني أريد أن أتحدث معك أنت.
قالت في حسم: ليس عندي وقت.
انسحب يلعق جراحه كما يحدث في الغابات، وعاد إلى رفاقه العرب وإلى موقعة الاثني عشر (لا الأمعاء وإنما الأرقام).
5
صفحة غير معروفة