229

تطلع حوله وقال: هذا المكان لا ينفعنا. وسأل جيراننا عما إذا كان هناك مشرب آخر في الناحية. وقال الرجل إنه لا يعرف لأنه ليس من هنا وإنما يقضي العطلة مثلنا. كان يبدو عاملا والمرأة بدينة بعينين صغيرتين وترتدي فستانا ملونا وأصابع يدها منتفخة تكاد تغطي خاتم الزواج. وثبت الرجل نظراته على وجهي. توقعت أن يسألني عن بلدي لكنه لم يفعل. أخرجت امرأته من حقيبة قش مفتوحة خارطة لدور العطلات ومحلات الشراب والطعام بالبلدة. واكتشفنا أننا رأينا كل الأماكن عدا مكان في نهاية الشارع الذي به الفندق يبعد نصف ساعة من السير.

غادرنا الفندق وانطلقنا في الشارع. مررنا ب

الراتهاوس ؛ فاقترح أن نلقي نظرة على المشرب، فربما وجدنا مكانا. صعدنا الدرج الخارجي ثم دفعنا باب المشرب وكانت أغلب مقاعده الآن خالية، فاتجهنا إلى مائدة في الوسط وجلسنا. ولمح آلة الأسطوانات فقام وأخرج عملتين، ومر بإصبعه على أسماء الأغاني الموجودة، ثم اختار واحدة ووضع العملتين. وضغط زرين ثم زرا أخضر وجلس. تابعت صف الأسطوانات وهي تتحرك في بطء حتى نهاية المجرى ثم تعود وتتوقف، ثم ترتفع منها الأسطوانة التي طلبناها.

طلبنا بيرة. وكان هناك زوجان شابان رأيناهما في الحفل الموسيقي. وإلى مائدة أخرى جلس ثلاثة شبان. ما لبث اثنان منهما أن قاما وتركا الثالث الذي كان في كامل ملابسه. وقام الزوجان بعد أن ظلا مدة طويلة صامتين. وكانت المرأة جميلة بأسنان بارزة وبشرة مشمسة ورداء أحمر وتواليت كامل. وظل خلفنا شاب أحاط فتاة شقراء كالحمامة بذراعه.

تطلع

هانز

إلى الفتاة، ثم قام واختار أغنية اسمها «خسارة أنك متزوجة». وعندما بدأت الأغنية أنصتت الفتاة في اهتمام لتتبينها. وقام صديقها إلى الآلة، واختار أغنية اسمها: «قل لي كم عمرك». وعاد إلى مقعده وأحاط الفتاة بذراعه.

سألت

هانز

عن عمره فقال ست وثلاثين. كنا نحن الأربعة بمفردنا في القاعة، فضلا عن الشاب الوحيد الذي جلس بعيدا يهز رأسه مخمورا. ودخل رجل يشبه الأوزة بقميص وبنطلون، وامرأة تبدو أكبر منه في السن بكثير، شاحبة البشرة، بعينين زائغتين من تأثير الشراب، وجلسا إلى المائدة المجاورة.

صفحة غير معروفة