154

كركض طرف السبق في البراح ... ذي جلجل كالصرصر الصياح

قمص وشيا حسن الاوضاح ... تخاله منه حباب الراح

حتف لطير اللجة السباح ... ذي الطوق منهن وذي الوشاح

يسبحن في الماء وفي الرياح

لما خبا ضوء الصباح ومشى ... غدوت في غرته منكمشا

أنتاب بالدير غديرا مرعشا ... بكرزي كالرخام أبرشا

تخال في الجؤجؤ منه نمشا ... أو برد وشاء أجاد النقشا

أو وحي حبر في أديم رقشا ... وتحسب الريش إذا ما نهشا

قطنا على منسره منفشا

أخطأ في قوله نهشا كان يجب أن يقول:

ونحسب الريش إذا ما نهسا

بالسين غير معجمة في الجوارح فأما النهش بالإعجام فللحية.

وقال:

غدوت للصيد بفتيان نجب ... وسبب للرزق من خير سبب

غدا تلاقي الطير حتفا من كثب ... وهي على ماء خليج تصطخب

تطلب دينا في النفوس قد وجب ... بمقلة تهتك أستار الحجب

كأنها في الرأس مسمار ذهب ... كانت له وسيلة فلم تخب

ذي منسر مثل السنان مختضب ... وذنب كالذيل ريان القصب

اسبل فوق عطبة من العطب ... كأن فوق رأسه إذا انتصب

من حلل الكتان رانا ذا هدب ... قد وثق القوم له بما طلب

فهو إذا خلي لصيد واضطرب ... عروا سكاكينهم من القرب

صفحة ١٧٠