مطار بيروت، طائرة قادمة من أفريقيا يغادرها خليط من الأفارقة واللبنانيين، لبناني ممتلئ الجسم في بزة بيضاء، أصلع الرأس، يتدلى بطنه فوق بنطلونه داخل قميص من الحرير الأبيض، سوالفه تصل إلى منتصف وجنتيه، يحمل حقيبة سامسونايت، يتابع في لهفة وقلق نقل صندوق كبير من الكرتون إلى خارج المطار.
قاعدة معدنية ترتفع عن الأرض قرابة المتر، تدور حول نفسها حاملة نماذج ضخمة من الأجهزة الكهربائية؛ ثلاجة وستنجهاوس، عصارة مولينكس، مكنسة هوفر.
سيارة حديثة خالية تدور حول نفسها فوق الحامل.
صوت رجل في لهجة مسرحية وإلقاء سريع: «استمتع بالحياة اللذيذة مع السيارة الجديدة الرياضية، خمس سرعات، كمبيوتر لترشيد الرحلة واستهلاك الوقود واختبار المحرك، مع ساعة رقمية وفتحة بالسقف وراديو كاسيت.»
شاب في ملابس أوروبية حديثة، شعره غزير وناعم، مصفف بعناية، يشبه الشبان الأوروبيين في كل شيء، يجلس على نفس الحامل الدائري، ويدور معه بسرعة حول نفسه، يتوقف الحامل فجأة جاعلا الشاب في مواجهة الكاميرا، يمد يده إلى ياقة سترته ليرينا علامتها التجارية وهو يبتسم في فخر.
واجهة صالة لبيع المفروشات، سيدة متوسطة العمر في معطف متواضع، رأسها مغطى بمنديل ملون، انعقد طرفاه أسفل ذقنها، تلصق وجهها بالزجاج لتتأمل المعروضات، عيناها تنتقل بين مطبخ «ستينليس ستيل» وأنواع الموكيتات، وكنبات «لوي كاتورز».
سيدات مثل السيدة السابقة يقلبن بأيديهن بين أكوام من الملابس المختلفة وضعت فوق عربات خشبية في ساحة البرج.
أكواخ متجاورة من الصفيح، الأرض قذرة بها آثار مياه مستخدمة، أطفال في ملابس متواضعة يحملون أواني من البلاستيك الملون فوق رءوسهم، الأواني مليئة بالمياه التي يجلبونها من صنبور عام إلى كل كوخ.
امرأة تغسل ملابس في بركة مياه منسابة من حطام ماسورة.
صور جمال عبد الناصر فوق جدران الأكواخ.
صفحة غير معروفة