شدت على يدي في حرارة، وقبلتها في خدها. تقدمتنا إلى الداخل فاعترضنا أحد رجال الدرك مشيرا إلى حقيبة يدها. فتحتها وأخرجت منها مسدسا قدمته إليه. ووضعه الدركي في خزانة جانبية بعد أن أعطاها إيصالا به. وأخرج شاب إلى جواري مسدسه استعدادا لتسليمه. ومررنا أنا ووديع بعد نفينا أننا نحمل سلاحا.
وجدنا مكانا بمشقة. ولاحظت جو الانفعال الذي ساد القاعة، والفرحة التي علت وجوه الحاضرين.
علق وديع قائلا: إنها أول ليلة تسهر فيها بيروت منذ مقتل بشير عبيد.
قدمت التعليق لأنطوانيت فألقت عليه نظرة سريعة وأودعته حقيبتها. وناولتني مظروفا يحوي مكافأتي.
قلت: إذا أردت إحداث أي تعديل في النص أو ظهرت أي مشكلة بالنسبة له فاكتبي لي.
أومأت برأسها موافقة. ووجهت اهتمامي إلى البرنامج المطبوع الذي ناوله لي وديع. كان يتألف من أغنيات لسيد درويش، وبعض أغنيات لليلى مراد من تلحين داود حسني، وأخرى لأم كلثوم من تلحين زكريا أحمد، بالإضافة إلى قصيدة «علموه كيف يجفو» لعبد الوهاب.
ملت على أنطوانيت وهمست لوديع: ألا تلاحظ أن فقرات البرنامج مصرية كلها؟
رفع الستار أخيرا عن الفرقة اللبنانية التي اصطف عازفوها في المقدمة وخلفهم المنشدون والمنشدات. وبدأ الحفل بأغنية سيد درويش المعروفة، التي اشتهرت بها فيروز «زوروني كل سنة مرة»، تلتها اثنتان من أغانيه عن الحرف، هما لحن العربجية ولحن الشيالين.
كان الأداء جيدا والتصفيق جارفا. اجتاحني شعور من النشوة. وعندما غنت الفرقة «أهو دا اللي صار» تفجر البركان الحبيس.
كانت الأغنية التي كتب كلماتها بديع خيري، منذ أكثر من ستين عاما، تقول: «أهو دا اللي صار وآدي اللي كان،
صفحة غير معروفة