أجاب: عندي واحدة لكني أخاف ركوبها.
انطلقنا في شارع قامت على جانبيه عمائر حديثة البناء. وتوقف وديع أمام واحدة تغطى مدخلها بشبكة معدنية متينة، فدق عليها بقوة وهو يصيح مناديا: أبو شاكر.
كان ثمة باب في أقصى المدخل، انفرج عن عجوز ملتح، رث الثياب، حمل في يده سلسلة من المفاتيح. وتبينت عندما اقترب أنه يتمنطق بحزام عسكري يتدلى منه مسدس.
فتح لنا أبو شاكر في صمت. وأخذنا المصعد إلى الطابق الثالث، ثم تبعت وديع إلى مسكن أنيق من غرفتين وصالة ممتدة، انتشرت حشيات خان الخليلي في أرجائها، واستقر مكتب خشبي في ركن منها.
قلت: شقة ظريفة. كم تدفع فيها؟
قال: أربعة آلاف دولار في السنة. وهو ثمن رخيص؛ لأني أخذتها من مدة.
جلست فوق أريكة مريحة في مدخل الصالة. وقرب وديع مائدة صغيرة مني، ووضع فوقها زجاجة ويسكي وإناء من قطع الثلج وكوبين.
قلت: أحضرت لك زجاجة ويسكي معي.
قال: الخمور هنا رخيصة؛ فهي تباع بأسعار السوق الحرة تقريبا.
صب لي كأسا، وأضاف: المنظمات هي التي تجبي الرسوم الجمركية من الموانئ الواقعة في مناطقها. ويلجأ الموارنة إلى تخفيض الرسوم على السجائر والخمور وأجهزة التليفزيون؛ لإغراء التجار بالتعامل مع موانيهم. ويضطر الآخرون إلى مجاراتهم.
صفحة غير معروفة