قالت فجأة وهي تتخلص مني: ما هذا؟
كانت تقصد صندوقا أسود صغيرا، مثبتا فوق باب المسكن.
قلت في دهشة: جرس الباب.
قالت: أكيد؟
قلت: وماذا يمكن أن يكون؟ - جهاز تسجيل أو كاميرا سرية.
ضحكت، فأخذت رشفة من فنجان القهوة وأعادته إلى الصينية قائلة: أريد أن أدخل الحمام.
نهضت واقفا لأفسح لها الطريق، فقالت: يجب أن تخرج من المسكن.
قلت مبهوتا: لماذا؟ - لن أستطيع إذا أنت بقيت هنا. أخجل. - لكن أين أذهب؟ - اشتر لي شيئا. هل توجد لديك مياه معدنية؟ - أظن ذلك. توجد زجاجة أو اثنتان من «صحة». - أنا لا أشرب المياه اللبنانية. اشتر لي زجاجة «برييه».
ارتديت سترتي وصحبتني إلى الباب، فأغلقته خلفي بالمفتاح. ولم أكد أخرج إلى الطريق حتى أخذ المطر يتساقط بقوة. ألفيت البقالة المواجهة مغلقة، فجريت حتى الناصية، وولجت بقالة أخرى.
اشتريت زجاجة البرييه، وتلكأت قليلا داخل الحانوت على أمل أن يتوقف المطر. وعندما رأيته يشتد، ابتعت صحيفة وضعتها فوق رأسي، وعدت جريا إلى المنزل.
صفحة غير معروفة