حي النبعة قرب بيروت، ميليشيا الكتائب تطلق الرصاص في كل اتجاه، تقوم بإجلاء السكان من منازلهم.
نقطة العبور بين المنطقتين الشرقية والغربية عند المتحف، مئات من سكان حي النبعة المطرودين من المنطقة الشرقية يتوافدون، شارع ضيق ينتهي بباص مقلوب، براميل مليئة بالرمال، أنابيب مكسورة، نساء يحملن كل ما يملكنه فوق رءوسهن ويجرجرن أطفالا خلفهن، طفلة تحمل دمية وأخرى تحمل موقد كاز، الجميع يتقدمون من نهاية الشارع حيث يوجد حاجز المنطقة الغربية.
عنوان: «وفي اليوم الخمسين لحصار تل الزعتر، بعث ياسر عرفات برسائل إلى الزعماء العرب يضعهم أمام مسئوليتهم بشأن مصير المخيم. وفي نفس اليوم جرى الاتفاق عن طريق الصليب الأحمر وقوات الأمن العربية على أن يتم إجلاء 12 ألف مدني من المخيم، ينقلون إلى البقاع وبيروت الغربية.»
وبعد يومين .. في 12 / 8 / 1976.
سيارات الصليب الأحمر أمام تل الزعتر، شاحنة تحمل شارة قوات الأمن العربية، يصعد إليها عدد من النساء والأطفال ليس بينهم أثر لرجل، أرض الشارع مغطاة بأعداد لا حصر لها من مختلف أنواع الأحذية؛ شباشب، صنادل، أحذية نسائية بكعوب وبدونها. شاحنة أخرى ذات جوانب من قضبان متشابكة مثل شاحنات نقل الحيوانات.
أمام دار المعلمين في المنطقة الغربية، زحام، شاحنة صغيرة تهبط منها سيدة باكية وأخرى ممزقة الثياب، وأطفال، سيدة أخرى باكية تحتضن طفلين.
مستشفى الجامعة العربية، جريح بلا ساقين تنحني عليه سيدة متقدمة في السن وتحتضنه.
عنوان: «وأثناء إجلاء المدنيين اقتحم الكتائبيون والنمور المخيم في أعداد كثيفة، وجرى القتال بينهم وبين ثلاثمائة شاب فلسطيني ولبناني رفضوا الاستسلام وواصلوا المقاومة حتى النهاية. وفي نهاية اليوم أعلن سقوط تل الزعتر.»
15
كانت المرأة ساحرة حقا، وقد التفت بغلالة شفافة أبرزت مفاتن جسدها، وأسفل الصورة قرأت هذه الكلمات: «الغرب المدهوش بالشرق وغرابته، يجعل من مادته الخصبة، عصا سحرية، تحيلك إلى امرأة الألف وجه».
صفحة غير معروفة