57

بيروت البكاء ليلا

تصانيف

وعاودته حكاياته - كاره - تلك الممددة أكوامها على طاولة الطعام لم يلمسها منذ نزوحه مهاجرا، وما حدث على تلال عمان - حين عاودته النوبة التي عادة ما يفجرها الحصار، ويمكن القول لا متناهية الحصارات التي اعترضته، بدءا بالرقباء وأجهزة القمع في القاهرة، وبالغيبيين والسماويين والجهلاء، لحين مجيء الأكاديميين: الرئيس ونائبته البدينة التي تقتات بالتهام

- تذكرت النايبة.

عاوده تزمته، ويمكن القول ذلك التعبير المتندم المتبدي على الدوام في عينيه تحت منظاره، فمه، أنفه المستطيل، هزات رأسه: ماذا جرى؟

الدوي يكاد أن يقلب تلك البناية الخرسانية العملاقة كمثل حصن تنقصه أحصنته وخيوله الغازية. - ما زالوا يدكون مخيمات الفقراء.

غمغمت: عالية ... عرمون.

تذكرت ما تبقى من أصدقائها الأحياء منذ نزحت مهاجرة مع أسرتها من إحدى قرى صور، مطاردين بالقذف الإسرائيلي وسقوط البنايات القديمة التي أحبتها على رءوس من فيها من أمهات وبنات في سنها وأطفال.

تذكرت صديقتها الدرزية المتشاحنة دوما مع كل من يحاوطها، وأختيها وخالتها السريانية: راحوا.

توالى القذف إلى حد تطاير شظايا زجاج الشقة مخترقا جسدها نصف العاري تحت ملاءة السرير التي غطتها على الفور بقع الدم.

آه.

وفي هذه المرة لم يسأل أحد في جرحهما الدامي.

صفحة غير معروفة