كلك، يا هذه الأجواء والمروج والبقايا والأمواه، إنما كنت مسرحا خاليا ينتظر.
لقد مللت شلال الذراري المتلاحقة في ربوعك صامتة خانعة تجهل اسم الأمل والقنوط.
وانتظرت طويلا طويلا ، انتظرت صوتا يليق بعلواء تاريخك العظيم .
وها قد آن الأوان فهببت فاسمعي!
اسمعي صوتي يخاطب الرعاة بين النخيل، والكهان في الهياكل، والفراعنة والبطالمة في البلاطات والقصور.
يخاطب الغزاة والفاتحين من عتاة العهد القديم والعهد الجديد.
قائلا: إن كل ما حل بي من نكبات وعلل أخرسني حينا، ولكنه لم ينل من حيويتي!
لقد استيقظت، أيتها الأمم، استيقظ الشعب الصريع المستعبد!
استيقظ وأرسل كلمته الأولى: كلمة أسنى من الربيع، وأبقى من الأرض، ترن في قلبي فأزيد وثوقا بما أريد وأبتغي.
كلمة هي تتمة للماضي، وعهد للمستقبل، كلمة هي المنبه، والغاية والوسيلة.
صفحة غير معروفة