ها هو ذا الغزالي حجة الإسلام وعدو الفلاسفة، يستنكر في رسالته الخاصة بالتأويل وقانونه أن يكذب العقل بالشرع مع أن هذا ما ثبت إلا بذاك.
11
كما يوصي من يحاول الجمع بين الدين والفلسفة، أو بين المنقول والمعقول حسب تعبيره، ألا يكذب برهان العقل أصلا، وذلك كما يقول لأن العقل لا يكذب، ولو ذهبنا إلى تكذيبه فلعله كذب في إثبات الشرع الذي ما عرفناه وما ثبت إلا به.
12 (2) الشريعة لها ظاهر وباطن
والسبب كما يذكر ابن رشد في وجود نصوص من القرآن والحديث تتطلب التأويل لمعرفة المعاني الخفية المرادة منها، ووجود نصوص أخرى يراد منها ما تدل عليه من المعاني الظاهرة، أو بعبارة أخرى، السبب في انقسام الشريعة إلى ظاهر له أهله وهم العامة وأشباههم، وباطن له أهله وهم ذوو البرهان، هو أن الناس مختلفون في الفطر والعقول؛ ولهذا تختلف استعداداتهم وقدرهم ووسائلهم إلى فهم وإدراك ما جاءت به الشريعة من المعتقدات.
13
وهم بسبب هذا الاختلاف والتفاوت ثلاث طوائف: (أ)
الخطابيون: وهم الجمهور الغالب الذي يصدق بالأدلة الخطابية. (ب)
أهل الجدل: ومنهم رجال علم الكلام، وهم الذين ارتفعوا عن العامة، ولكنهم لم يصلوا لأهل البرهان اليقيني. (ج)
وأخيرا، البرهانيون: بطبعهم وبالحكمة التي أخذوا أنفسهم بها .
صفحة غير معروفة