67
ونرى أن ابن تيمية غير مفهوم تماما هنا، فإنه يرى، مع تأكيده أن الصحابة والتابعين كانوا يفهمون القرآن كله، أن ما جاء فيه عن الله وصفاته واليوم الآخر، وما يجري فيه من أمور غيبية كان أولئك الصحابة والتابعون يعلمون تأويله وتفسيره، وإن لم يعرفوا كيفية ما أخبر به الله من ذلك كله!
68
هذا؛ وأما النوع الآخر من التأويل الذي يتكلم عنه كثيرا من الفلاسفة والمتصوفة، وبعض رجال علم الكلام، فهو أمر آخر غير النوع الأول، إنه في اصطلاحهم الخاص «صرف اللفظ عن المعنى المدلول عليه المفهوم منه إلى معنى آخر يخالف ذلك.»
69
أي: صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر خفي.
وهذا ضرب من التأويل لم يغب عن الرسول
صلى الله عليه وسلم
الذي بين بنفسه، في كل موضع يجب فيه ترك المعنى الظاهري، المعنى الآخر المراد بهذا اللفظ؛ وذلك لأنه «لا يجوز عليه أن يتكلم بالكلام الذي مفهومه ومدلوله باطل ويسكت عن بيان المراد الحق، ولا يجوز أن يريد من الخلق أن يفهموا من كلامه ما لم يبينه لهم.»
70
صفحة غير معروفة