163

بين القصرين

تصانيف

فتساءل ياسين: أظنك في الشهر التاسع؟

فأجابته: نعم ولو أن حماتي تصر على أني في الثامن!

فقالت خديجة بحدة: أصل حماتك تصر دائما على أن يكون لها رأي مخالف، هذا كل ما هنالك!

ولما كان الجميع على علم بما ينشب كثيرا بين خديجة وحماتها من نزاع، فقد تبادلوا النظرات ثم ضحكوا.

وقالت عائشة: أود أن أقترح عليكم أن تنتقلوا إلى بيتنا، فتبقوا معنا حتى يجلو الإنجليز عن شارعكم.

فقالت خديجة بحماس: أجل، لم لا؟ إن البيت كبير، وستنزلون على الرحب والسعة، فيقيم بابا ونينة عند عائشة؛ لأنها في الدور الأوسط، وتقيمون أنتم عندي.

رحب كمال بالاقتراح، فتساءل بلهجة تنم عن التحريض: من يقول لبابا؟

ولكن فهمي قال وهو يهز منكبيه: إنكما تعلمان حق العلم أن بابا لا يمكن أن يوافق.

فقالت خديجة بأسف: ولكنه يحب السهر، فيكون عرضة لتحرش الجنود، يا لهم من مجرمين! ساقوه في الظلام وحملوه التراب! ... آه، رأسي يدور كلما تصورت هذا.

فقالت عائشة: كنت أنتظر دوري لتقبيل يده وأنا أتفحص جسمه جزءا جزءا لأطمئن عليه، كان قلبي يدق ... وعيناي تغالبان الدمع ... لعنة الله على الكلاب أولاد الكلاب!

صفحة غير معروفة