هي قصة حب، ليس أي حب، وقصة عصر ليس أي عصر، وقصة سياسة ليست أي سياسة، وقصة أطول عمل أفخر به كتبته، هي درة ثمينة بين إنتاجي أعتز بها.
إني أهدي هذه القصة للماركسيين في العالم العربي اليوم؛ فضربهم باستمرار من قوى الحكم الغاشم حال بيني وبين أن أهتم اهتماما خاصا بنشرها وإذاعتها مخافة أن تكون ضربة أخرى للماركسيين المصلوبين دوما.
وأعتقد أن نشرها الآن ليس أمرا واجبا فقط، ولكن التذكير بأن ثمة أناسا كانوا منذ زمن بعيد يفكرون أسبق من زمنهم قبل خروشوف وقبل البريسترويكا، بالضبط من أيام كان ستالين حيا ويحكم بضراوة، هذا التذكير أصبح الاعتراف به - أخيرا - أمرا واجبا.
وأملي أن يستمتع القارئ بعمل أصبح الآن معتقا كالنبيذ المعتق، أي أصبح أكثر قيمة وأغلى ثمنا؛ فقد دفعت فيه - أنا الكاتب - ثمنا هو أجمل سني عمري، وإلى الآن لم أندم.
يوسف إدريس
البيضاء
1
لماذا نكذب على أنفسنا ؟
إن لكل منا قصة حب دفينة وضعها في أغوار نفسه، وكلما مضى عليها الزمن دفعها أكثر وأكثر إلى أعماقه وكأنما يخاف عليها من الظهور.
وسوف أقول لكم كل شيء عن قصة حبي.
صفحة غير معروفة